72 ساعة فيآخر الأخبار
أخر الأخبار

السعادة والامتنان تحت نور القمر في سريلانكا

للبقاء قوة جبارة تفرض نفسها على مصائرنا وقراراتنا. نعيش في المدن لنقترب من فرص العمل وكسب الرزق. نزاحم الآخرين في الشوارع والمكاتب والمصاعد. نحاول إثبات أنفسنا لدوائرنا الاجتماعية. نلتزم بالوقت ونطور أداءنا. وننسى في زحمة هذا وذاك أن نخصص لأنفسنا وقتاً نستمع فيه إلى مشاعرنا أو نريح أجسادنا المتعبة بحق.

اخترنا في هذا العدد وجهة فريدة ومنعزلة، لنحصد فوائد متعددة كالاسترخاء المطلق والتواصل مع الذات. تتمحور وجهتنا هذه حول توفير البيئة التي تتيح للذات التعبير عن نفسها، وتتيح لنا الاستماع إليها وفهمها.

فلاي دبي

تُشير معلومات السفر عادةً إلى ضرورة الوصول إلى المطار قبل ثلاث ساعات من موعد الرحلة. رغم هذه الإرشادات الواضحة يتجنّب معظم المسافرين الوصول إلى المطار مبكراً، فالجلوس على المقاعد المعدنية عند البوابات ليس بالشيء الممتع.

لم تكن هذه حالنا عندما طلبنا سيارة الأجرة قبل ثلاث ساعات ونصف من موعد رحلتنا. وصلنا إلى المطار مبكراً ومعنا إذن الركوب الذي حصلنا عليه عندما أنهينا إجراءات السفر عبر الإنترنت. حقائبنا صغيرة وخاليه من السوائل، لذا ستركب الطائرة معنا. فما سر هذا الوصول المبكر؟!

السر مكتوب على بطاقة الصعود إلى الطائرة، والتي أبرزناها لموظفة الاستقبال في صالة رجال الأعمال من فلاي دبي. رحّبت بنا الموظفة الأنيقة وشرحت لنا تفاصيل الصالة. في الطابق السفلي ردهة لتناول الطعام فيها بوفيه مفتوح وعامر بما لذ وطاب.  أما الطابق العلوي فمخصّص للاسترخاء، فيه أرائك وثيرة موزّعة بأسلوب يوحي برحابة المكان، ومكتبة من الصحف اليومية والمجلات، ونضد لتقديم المرطبات والقهوة والشاي. في هذا الركن المريح قضينا ساعتين من الاسترخاء والقراءة بعد أن تناولنا عشاءنا في الطابق السفلي.

توجهنا إلى بوابة رجال الأعمال، منطقة الانتظار هنا تضاهي صالة رجال الأعمال التي أتينا منها، ففيها مقاعد مريحة وصحف ونضد للكرواسون والحلوى والمشروبات الساخنة والعصائر. من هنا أقلّتنا حافلة رجال الأعمال إلى الطائرة، ومن الجدير بالذكر أن الجلوس على متن حافلة المطار وفي مقعد وثير أمر جميل، خصوصاً عندما تذكّرت سفرتي الأخيرة ووقوفي على متن الحافلة متشبثاً بالعمود المعدني كأنه من “ريحة الحبايب”.

خرجنا من الحافلة وصعدنا الدرج مع مسافري ذات الدرجة فقط. خلف حافلتنا وقفت حافلة المتشبثين بالأعمدة المعدنية وأبوابها مغلقة. جميل أن تصعد سلم الطائرة بدون ازدحام وتتمكن من التقاط صورة لبدنها المهيب ومحركاتها الجبارة دون إزعاج.

جلسنا في مقاعدنا المريحة. فقدّمت لنا المضيفة – وهي للعلم مخصصة لخدمتنا فقط – كأساً من العصير ومنشفة دافئة ومعطّرة لنغسل عن وجوهنا وعثاء السفر التي لم ولن نمر بها في هذه الرحلة.

بعد الإقلاع تناولنا وجبة معتبرة من ثلاثة أطباق. أتبعت وجبتي بكوب من القهوة السوداء. وتناولت السماعات العازلة للصوت وأرجعت ظهر مقعدي للوراء. شاهدت فلمين متتالين على الشاشة الضخمة – مقارنة بالشاشات التي اعتدت عليها في سفراتي السابقة – ومن ثم اخترت مقاطع من الموسيقى الكلاسيكية من خيارات النظام الترفيهي. واستغرقت في النوم على الألحان حتى هبطت الطائرة.

اليوم الأول

وصلنا في الصباح الباكر. خرجنا إلى منطقة الوصول فوجدنا السائق ينتظرنا وفي يده لوحة تحمل أسماءنا واسم وجهتنا النهائية: “منتجع سين للعافية”. أول ما يلحظه المسافر عند خروجه من المطار المكيّف إلى المواقف هو الرطوبة الاستوائية، ورائحة الأشجار المنعشة.

ركبنا الحافلة الصغيرة وانطلقنا من العاصمة كولومبو إلى جنوب الجزيرة. استغرقت الرحلة ثلاث ساعات، واصلنا في معظمها النوم الذي بدأناه على متن الطائرة. استقبلنا موظفو المنتجع بالابتسامات وأكاليل الزهور وجوزة هند عملاقة وباردة لكل منا. شربنا من رحيقها حتى ارتوينا.

يعتبــر منتــج “ســين للعافيــة” واحــدًا مــن أفضــل 25 وجهــة لعطــات اليوغــا حــول العالــم. ويعمــل فيــه فريــق متكامــل مــن األطبــاء ذوي الشــهادات فــي مجــال الطــب الحديــث واأليروفيــدا، وخبــراء ومعالجــي يوغــا مدربيــن بحســب تقاليــد األيروفيــدا. ويحضــر الوجبــات فريــق طهــاة يتبــع الطــرق الغذائيــة فــي مدرســة األيروفيــدا، والــذي مــن شـأنه تحسـين الصحـة العامـة وتعزيـز صفـاء الذهـن. تصمــم جلســات الضيــوف العالجيــة ومكونــات األطبــاق بحســب احتياجــات كل ضيــف. ويســتقبل المنتجــع بحــد أقصــى 15 ضيفــً فــي الوقــت الواحــد، وذلــك ليوفــر لهــم بيئــة هادئــة تســاعدهم علــى الوصــول إلــى أهدافهــم الذاتيــة. يتيــح هــذا العــدد الصغيــر مــن الضيــوف للموظفيــن التركيــز علــى كل ضيــف ومتابعــة حالتــه.

بدأ برنامج الاستجمام بجلسة مع طبيبة مرخّصة متخصّصة في الأيروفيدا، وهي كلمة باللغة السنسكريتية تعني علم الحياة. والأيروفيدا بحسب الموسوعة الحرة منظومة من تعاليم الطب التقليدي التي نشأت في شبه القارة الهندية وانتشرت إلى مناطق أخرى من العالم كشكل من أشكال الطب البديل.

أجرت الطبيبة لي بعض الفحوصات الاعتيادية. وسألتني أسئلة تتعلق بصحتي العامة وإحساسي النفسي العام. حدثتها عن عملي وانشغالي ومصاعب الحياة ومشاكل واجهتها في الماضي لكنها تركت في نفسي ندوباً.

من أهم المشكلات الصحية التي ذكرتها، انسداد الأنف أحياناً، والشعور العام بالامتلاء، والنوم المتقطع ليلاً. استمعت إلي باهتمام ودوّنت ملاحظاتها وأبلغتني بأن أراقب السبورة الموضوعة في الباحة العامة لأعرف مواعيد جلساتي العلاجية.

وهنا قرع الجرس في الباحة إيذاناً بموعد الغداء، فتوجهت إلى المائدة وقلبي يرفرف. فأنا لم أتناول الفطور وقضيت صباحي نائماً في الحافلة. جلس جميع ضيوف المنتجع إلى مائدة طويلة. هذه المائدة المجتمعية ساعدتني على التعرف على الضيوف الآخرين والأماكن التي جاؤوا منها وقصة كلٍ منهم وسبب مجيئه. الكل هنا يبحث عن شيء يفتقده في حياته.

بدأت الوجبة بشوربة صافية، ثم فُرشت المائدة بتشكيلة من الأطباق التي تفوح منها رائحة بهارات شبه القارة وجوز الهند، وجميعها مطهو بحسب فلسفة الأيروفيدا.

تضمّنت الأطباق أرز أبيض، وبامية مقلية، وكاري اليقطين، وسلطة الفاصولياء المجنحة، ورافقها طبق لم أتوقع وصوله: السمك المقلي، وانتهت الوجبة بحلوى من أصابع جوز الهند المحلاة. ثم جاءنا النادل بأكواب شاي الأعشاب بالكمون والقرفة.

حدّثتنا الطبيبة خلال الوجبة عن نظرة الأيروفيدا إلى الطعام. يقوم مطبخ هذه الفلسفة على تزويد الجسم بما يحتاج إليه – دون إسراف – من نشويات ودهون وبروتينات، وأهم من ذلك الألياف التي تساعد على الشعور بالشبع وتحارب الإمساك. وقالت إن مطبخ الأيروفيدا يساعد على الشعور بالنشاط والطاقة الإيجابية، حيث أن بعض المأكولات التي نتناولها في حياتنا اليومية تسبب لدينا أحاسيس سلبية.

تختلف الاحتياجات الغذائية من شخص إلى آخر. وهنا يأتي دور طبيبة الأيروفيدا في تشخيص طبيعة الجسد وتحديد المأكولات الأنسب له.

عدت إلى السبورة لأرى اسمي وتحته ثلاث جلسات علاجية مع توقيت كل جلسة. كانت جلستي التالية خلال نصف ساعة. فالتقطت كتاباً لباولو كويلو من طاولة محمّلة بالكتب والروايات العالمية وجلست أقرأه على الأريكة المقابلة لسبا المنتجع.

غفوت على الأريكة المريحة حتى أيقظني موظف السبا، فقد حان موعد جلسة تدليك الرأس لتحسين النوم. واصطحبني إلى الغرفة حيث استلقيت وأكملت غفوتي على حركات يديه عند النقاط العصبية من رأسي ورقبتي.

عدت إلى ذات الأريكة ورأسي تلمع من الزيوت العطرية التي استخدمها للتدليك. واصلت القراءة حتى نبهني موظف آخر إلى موعد جلستي التالية: تدليك الظهر المزدوج – موظفان وأربعة أيدي – لإزالة التوتر. تحت أيديهما هاجمني الاسترخاء المطلق وعدت للنوم.

الجلسة الثالثة كانت لفتح مجرى التنفس – كنت قد شكوت إلى الطبيبة نومي المتقطع وانسداد أنفي – في هذه الجلسة تنشقت زيتاً عشبياً، ثم استلقيت على وجهي، وأدناه وعاء ساخن يفيض منه البخار برائحة الأعشاب.

من هذه الجلسة توجهت مباشرة إلى شرفة اليوغا والتأمل. كان الوقت عصراً فتأملت المنظر الجميل الذي تُطل عليه هذه الشرفة. شاهدت عائلة من القرود تتقافز بين أغصان شجرة وسنجاباً يلهو عند جذعها.

رحّبت بنا – نحن الضيوف الجدد – مدرّبة اليوغا. وحدّثتنا سريعاً عن تاريخ اليوغا والتأمل ودورهما في تحسين اللياقة البدنية وجهاز المناعة والصحة النفسية.

بدأت الحصة بالتمارين البدنية، واتبعنا خلالها إرشادات المدربة، وأهمها التنفس العميق من الأنف. لاحظت تحسناً ملحوظاً في تنفسي ولم اضطر إلى التنفس من فمي طوال الجلسة.

بعد انتهاء تمارين الإطالة والمرونة دعتنا المدربة إلى التأمل. جلسنا في وضعية القرفصاء أمام مشهد الغروب المهيب، وكانت أمواج المحيط تهدر على مقربةً منه.

أغلقنا عيوننا وتبعنا إرشاداتها فقادتنا في دروب داخلية لم أزرها من قبل. مررت بالظلمة الكالحة واقتربت من ذكريات بعيدة ودمعت عيناي وخرجت مع الدمع مشاعر سلبية مكبوتة.

طلبت منا المدربة الاستلقاء على ظهورنا للتأمل على صوت الناقوس. فقرعته بإيقاع معين ذهب عقلي معه بعيداً. كنت في مكان لا يشبه الوعي ولا النوم. عندما أفقنا وطلبت منا فتح عيوننا كانت الظلمة قد حلت وتغيرت إطلالة الشرفة بالكامل. أضيئت المباني والمسارات التي تصل بينها فأطلّت بحلة من الجمال الغامض.

قرع جرس العشاء فنزلنا إلى الباحة. كنت خفيفاً وجائعاً فقد أفرغت جوفي من مشاعر سلبية كدستها بداخلي لسنوات.

جلسنا إلى المائدة فالتهمت كل ما قدم إلي. خبز مصنوع من دقيق الأرز ومزين بجوز الهند المجفف، وصلصة طماطم حارة، وكاري العدس، والموز الصغير الذي تشتهر به سريلانكا للتحلية.

توجهت إلى غرفتي عبر المسار الخشبي – الذي يشبه الجسر ويمر فوق غابة من أشجار القرم – أغلقت الناموسية حول سريري وقرأت صفحتين من روايتي قبل أن استسلم لنوم عميق.

 

اليوم الثاني

استيقظت على قرع باب الحجرة. فتحت الباب ولا زالت الظلمة حاكلةً في الخارج. وقفت أمامي موظفة بالفندق ومعها صينية تحمل كوب شاي الأعشاب الصباحي، وأبلغتني بأن أستعد لحصة اليوغا الصباحية.

كانت الساعة تُشير إلى الخامسة والنصف صباحاً. ارتديت ملابس رياضية وتوجهت إلى الشرفة، وجلست على سجادتي في وضعية القرفصاء. كانت إطلالة الشرفة مختلفة ومحاطة بخلفية زرقاء تُشير إلى قرب موعد شروق الشمس. لم أكن أشعر بالنعاس على الرغم من أن الوقت أبكر من موعد استيقاظي المعتاد. مارسنا اليوغا الرياضية لساعة، وتبعتها جلسة التأمل.

عندما فتحت عيني بانتهاء الجلسة كان الصبح قد أطل وعادت القرود إلى التقافز بين أغصان الشجر أمام الشرفة.

بدأت وجبة الفطور بجوزة هند باردة، تبعتها أطباق متنوعة من ألذّها بيضة مقلية داخل شريحة الخبز المصنوعة من الأرز. عندما قطعتها فاض صفارها فوق العجينة وذابت في فمي.

تعرّفت إلى مواعيد جلساتي على السبورة. ثم توجهنا إلى الشاطئ للاسترخاء والسباحة. الأمواج في شواطئ جنوب سريلانكا هائجة، لذا سُمح لنا بالسباحة في مكان محدد تحيط به الصخور لتشكل كاسر أمواج.

هذا الشاطئ بديع الجمال. استرخيت على رماله المحاطة بأشجار جوز الهند لساعة كاملة وأنا طرب لصوت هدير الموج المهيب، ثم عدت إلى الباحة للقاء موظف السبا في موعدي.

كانت جلستي الأولى لتدليك نقاط القوة في الجسد، وذلك لتخليص الجسم من انسدادات الطاقة التي تعيق تدفقها وبالتالي تقلل الشعور بالانسجام الداخلي. موعدي الثاني كان مع تدليك الظهر والرقبة لتعزيز الاسترخاء وتحسين النوم. أما الأخيرة فمع تدليك الجسم بالكامل لمدة ساعتين.

خرجت من السبا وساقاي كعيدان السباجيتي لفرط الاسترخاء. واستلقيت على الأريكة في الباحة فغفوت وسقط كتابي على صدري.

استيقظت على جرس الغداء، فتناولت ما لذ وطاب. ثم اصطحبنا مرشد المنتجع إلى “تكتك” مركون في الخارج. فقد حان موعد مغامرتنا البحرية في الخور.

وصلنا بالتكتك عبر طريق وعر ومحاط بالأشجار الخضراء إلى شاطئ يطل على مياه الخور الهادئة. ركبنا مع بحار في قارب تقليدي. أعطى البحار كلاً منا مجدافاً، وأبحرنا باتجاه غابة أشجار القرم خلف منتجعنا.

هناك شاهدنا القرود عن قرب. وحدّثنا البحار عن أشجار القرم وقدرتها العجيبة على العيش في المياه المالحة، وأشار إلى مناطق ترتادها السلاحف لوضع بيضها قبل أن تعود إلى المحيط دون أن تشهد ولادة الصغار.

عدنا من مغامرتنا البحرية في موعد جلسة اليوغا والتأمل اليومية. في هذه الجلسة حدثتنا المدربة عن أضرار كبت الغضب، وقالت بأن الغضب وقود الحياة إذا نفّس عنه الإنسان بالشكل الصحيح. ارشدتنا المدربة عبر مجموعة من التمارين لأسلوب الوصول إلى الأعماق التي ندفن فيها غضبنا. نفّسنا عن غصبنا وبكى نصف الحاضرين.

انتهت الجلسة وأفراد المجموعة يتبادلون الحديث والعناق. جمع بيننا شعور بأن المعاناة الإنسانية واحدة، فالكل يبحث عن هدفه في الحياة، والكل مرّ بتجارب صعبة. علينا أن ننظر إلى تجاربنا على أنها دروس نستفيد منها، لا غضب نحبسه ونعيش معه حياتنا.

نزلنا لتناول العشاء. وخرجت بعده إلى الشاطئ حافي القدمين وسرت تحت ضوء القمر الفضي. حاولت أن أفهم الغموض الجميل المحيط بهذا المكان السحري. نظرت إلى القمر فإذا هو شبه مكتمل يبتسم لي، أو هكذا تخيلت.

اليوم الثالث

في صباحي الثالث استيقظت قبل قرع الباب. جلست على شرفة الغرفة والظلام يحيط بها إلا من ضوء القمر ومصباح الشرفة، وواصلت قراءة روايتي. سمعت طرق الباب فنهضت وتناولت كوب الشاي الصباحي واستعددت لحضور جلسة اليوغا والتأمل.

أكثرت المدربة اليوم من التمارين البدنية، فقد اعتادت أجسادنا الآن على الاستيقاظ المبكر. عندما نزلت متشوقاً إلى منطقة الإفطار استوقفتني الطبيبة واصطحبتني إلى مكتبها.

في مكتبها حدثتني عن غضبي الكامن وأضراره علي. وأخبرتني بأن هناك وسائل جسدية لمساعدتي على التنفيس عنه، منها تنظيف الأمعاء الذي ترى الأيروفيدا أنها مخزن الغضب. وافقت بتردد، وشربت المحلول العشبي. أخبرتني بأنني يجب أن أقضي يومي في الغرفة حتى ينتهي موعد التنظيف والصيام في الظهيرة. وهكذا عدت إلى غرفتي الجميلة التي لم يتسن لي قضاء الوقت فيها.

الحقيقة أن هذا اليوم المتعب ساعدني على الاستمتاع بديكورات الغرفة وسريرها الوثير، ومكّنني من إكمال الرواية، عدا عن ذلك قضيت معظم الساعات الست حبيس الحمام.

في الواحدة ظهراً زارتني الطبيبة وقدّمت لي حبة دواء لإيقاف عملية التنظيف. وقدم لي النادل الذي جاء معها طبق غداء من كاري الخضروات والأرز الأبيض. لعلّه ألذ طبق تناولته في حياتي، والسبب الجوع الشديد الذي كنت أشعر به.

بعد غدائي عدت إلى السبورة وتعرفت إلى مواعيد جلساتي العلاجية. زرت الطبيبة فطلبت مني الصعود إلى الميزان. اكتشفت أنني في ثلاثة أيام خسرت ست كيلوغرامات من الوزن والغضب.

حضرت جلساتي العلاجية واحدة تلو الأخرى، وختمتها بجلسة تنقية البشرة ومن ثم الاسترخاء في حوض دافئ بالأعشاب. يقع هذا الحوض في مساحة خارجية محاطة بسور للخصوصية، وتحيط به الأشجار والأزهار وزقزقة الطيور.

في الخامسة، اصطحبنا المرشد وكافة ضيوف المنتجع بالحافلة إلى معبد أثري على قمة جبل. يُطل هذا المعبد على غابة جميلة. شاهدنا طقوس الاحتفالات بالقمر المكتمل وجلسنا على جرف نشاهد الغروب الجميل.

غابت الشمس فأنار البدر المكتمل الغابة والمعبد في مشهد سحري. تأملنا الجمال المحيط بنا حتى اكتفت عيوننا فعدنا إلى المنتجع.

اصطحبتنا مدربة اليوغا والتأمل إلى الشاطئ بأقدام حافية. فرشنا المناشف الشاطئية وجلسنا تحت نور البدر لممارسة التأمل والأمواج تهدر بقربنا. أحاط بنا سحر الطبيعة وغرقنا في أحاسيس من التفاؤل والعرفان.

نصائح أوقات

ال داعــي لتصريــف مبلــغ كبــر إلى لملســتلزماتك الشــخصية أو البقشــيش، حيــث أن كافــة اخلدمــات والوجبــات مشــمولة في ســعر الإقامــة.

عنــد الحجــز يشــغل موظفــو المنتجــع جهــاز الإشــارة للانترنت لمـدة ســاعة في اليــوم.

إن كنــت ذا مشــاغل، اقتــن شــريحة هاتــف مــع بيانــات مــن المطــار .

اســتمتع بالعزلــة واقــرب مــن ذاتــك واتــرك هاتفــك في الغرفــة إن كنــت في إجــازة وتتوقــع ورود رســائل هامــة .

لا داعــي لتوزيــع البقشــيش علــى العاملــن في المنتجــع. ميكنــك ُتــوزيع بالتســاوي بينهــم في مكتــب الاســتقبال تــرك البقشــيش قبــل مغادرتــك.

لا تنـس كـرمي الوقاية من الشـمس والزيت الطارد للبعوض.

ميزانية الرحلة

تذكرة السفر على درجة رجال الأعمال من فالي دبي 2397 درهم

الإقامة في الفندق شاملة الوجبات الثالث وجلستي اليوغا والتأمل 1887 درهم، مساءً صباحا ّ من ثلاث جلسات عالجية

الفحص الطبي وبرنامج العافية 1203 درهم يومياً

رحلة القارب في الخور 100 درهم

رحلة إلى جبل المعبد 100 درهم

إجمالي سعر الرحلة التقريبي 5687 درهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights