72 ساعة في
أخر الأخبار

زنجبار، الراحة والاستجمام التام بين أحضان الطبيعة

مياهُ فيروزية صافية… طبيعة استوائية خضراء… حضارة تكونت من تمازج الثقافات المتنوعة فصبغتها بلون خاص ونكّهتها بروائح التوابل الغنية لتجعل للتجول فيها واستكشافها طعمٌ خاص. باختصار… إنها زنجبار.

منذ بضعة سنوات، وهذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في المحيط الهندي تستقطب الزوار من الإمارات، خصوصاً بعد إطلاق الطيران المباشر من دبي على متن فلاي دبي، ومنذ الإعلان عن إمكانية السفر إلى بعض الدول مع الحفاظ على إجراءات السلامة الاحترازية، باتت زنجبار أكثر جذباً للسياح من الإمارات لعدّة أسباب، أولها تدني حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في تنزانيا بشكل عام، وشبه إنعدامه في الجزيرة، إضافة إلى عدم ضرورة إبراز فحص  PCR عند الوصول.  علاوة على كلّ ما سبق، فإن السفر إلى زنجبار يستغرق حوالي الخمس ساعات فقط، فيجد المرء نفسه بين أحضان الطبيعة بألوانها الخضراء والزرقاء وشواطئها البديعة.

قررت أوقات دبي زيارة زنجبار الرائعة لتدعوكم إلى رحلة لاستكشاف “المالديف الإفريقية” التي تتغنى بشواطئ خلابة، وتاريخ غني، وقصص واستكشافات لا تنتهي.

اليوم الأول في زنجبار

زنجبار

عند حوالي السادسة والنصف صباحاً حطت طائرة فلاي دبي بنا في مطار زنجبار البسيط. استقبلنا سائق الفندق مرحباً، وبدلاً من أن ننطلق إلى الفندق مباشرة، كنا قد اتفقنا بأن نخضع لفحص PCR حتى نتمكن من الحصول على النتائج قبل عودتنا إلى دبي يوم الإثنين. فصدور النتيجة هنا يستغرق ما بين 48 و72 ساعة!

بعد الانتهاء من استكمال إجراءات الفحص، وبما أننا كنا في قلب مدينة ستون تاون، قررنا أخذ جولة سريعة فيها قبل الانطلاق إلى الفندق.

تُعد ستون تاون الجزء الأقدم من زنجبار، وتتمتع بأهمية تاريخية وفنية بارزة. انطلقنا بكل حماس لنتعرَف أكثر على تاريخ هذا البلد الذي كان سالفاً تحت حكم سلطنة عُمان.

سرنا في شوارع ستون تاون الضيقة والتاريخية، ولفتتنا بيوتها الحجرية القديمة، وأزقتها الضيقة. وكلما تجولنا في شوارع وأسواق المدينة كلما توضح لنا الأثر الكبير الذي تركه التراث العماني والخليجي في شوارع المدينة القديمة بزنجبار. فشوارعها، وأسواقها، وحتى الأبواب الخشبية  فيها ذكرتنا بالبلد القديمة في مسقط، وبسوق مطرح.

ولعل أول ما شدّ انتباهنا هو تشابه عمامة الرأس المتبعة هناك مع عمامة الرأس التي يعتمرها العمانيون. فبالرغم من أن زنجبار اليوم تعد مستقلة ذاتياً تحت حكم تانزانيا، إلا أن آثار العرب فيها لا تزال واضحة وضوح الشمس.

كان لا بد لنا من المرور بسوق التوابل لشراء بعض التوابل المتنوعة التي تشتهر بها زنجبار، فهي تُعرف باسم “جزيرة التوابل” لارتباطها الوثيق بتجارة التوابل على مدى سنين طويلة!

عدنا أدراجنا إلى السيارة وتركنا ستون تاون خلفنا، وانطلقنا نحو فندق ميليا في رحلة استغرقت حوالي الـ 45 دقيقة حدثنا السائق عن عادات وتقاليد الجزيرة وسكانها.

ما أن وصلنا إلى الساحل الشرقي للجزيرة، حتى بدأنا نرى لوحات تحمل إسم ميليا، ومن ثم عرجنا يميناً عند مدخل كبير تحيط به الخضرة والأزهار من كلّ جانب، ولوحة كبيرة تحمل إسم LEVEL وهو إسم المستوى التنفيذي الذي تتبعه فنادق ميليا حول العالم،

زنجبار

ترجلنــا مــن السيارة لنجــد أنفســنا فــي بهـو مفتـوح يطلّ على برك صغيرة تنتشر فيها الزهور ويترائ البحر وحوض السباحة وبعض أشجار النخيل من على بعد، منظر أشبه بالحلم!

اسـتُقبلنا بحفـاوة، وبكأس من عصير استوائيٍ منعش كان أشبه بجرعة من النشاط أعادت لنا حيويتنا، بعد رحلة طويلة. استكملنا إجـرءات الدخـول في هذا البهو المفتوح، بينمـا النسـمات الناعمـة تداعـب وجهنـا لتؤكـدلنـا أننـا فعـلاً هنا، وأنـه ليـس بحلـم.

تبعنا موظـف الفنـدق الذي كان يشقّ طريقه بين غابات الفندق الشاسعة، من حولنا رأينا عدداً من  الفلـل الخشـبية التي ترتفع وسط الغابة بانسجام تام، لتبـدو وكأنهـا بيوت تتربع على الأشجار، نزلنا بعض الأدراج لنصل إلى فيلتنا.

فتــحنا البــاب، ودخلنــا فيــلتنا الرائعــة ومرةً أخرى شعرت وكأنني أحلم! كان الديكــور الداخلــي للفيــلا فاخــر ولكــن بطابع بسيط وذلك ليتــلاءم مــع الشــعور العــام الــذي ينتــاب المــرء فــي زنجبار.

والرائع في الأمر هو واجهة الفيلا الرائعة مطلّة على البحر وعلى الغابة في الوقت ذاته، وبشكل يوفر خصوصية تامة حتى في الشرفة، فما من شيئ إلا البحر وزرقته.

وضبنا حاجياتنا وتوجهنا مباشرة إلى الشاطئ لنكحل أعيننا بجمال الطبيعة البكر على شواطئ زنجبار.

بماذا أوصف جمال الطبيعة، والرمال البيضاء الناصعة وروعة البحر وهدؤه هنا؟ إن مزيج الألوان، وصوت الأمواج التي تتكسر على الشاطئ وأشعة الشمس التي تلفح وجوهنا تارةً ثم تختبئ خلف بعض الغيوم المارّة تارة أخرى أشبه بالحلم منه للحقيقة…

قضينا يومنا بالكامل على شاطئ البحر، وحتى غدائنا، كان في المطعم المجاور للشاطئ، والذي يقدم المأكولات الخفيفة، والتي تناسب هذه الأجواء، كالسلطات، والبرغر والبيتزا، وعدد من المأكولات التي تدخل فيها ثمار البحر التي تشتهر بها زنجبار.

بدأت الشمس تشارف على المغيب، آخذة معها أول أيامنا على هذه الجزيرة الجميلة، عدنا أدراجنا إلى غرفتنا، لأخذ قسطاً من الراحة قبل أن يحين موعد العشاء.

جهزّنا أنفسنا وتوجهنا إلى المطعم حيث أتحفنا الشيف بأطايب المأكولات البحرية، أكلنا بنهم   ثم جلسنا على مجموعة من وسائد الـ bean bags ضمن جلسة مسائية لطيفة ينسقها الفندق.

تتوسط هذه الجلسة المسائية نار مشتعلة يطلّ أحد السكان المحليين مرتدياً ثياب قبائل المساي التقليدية الزاهية ليتأكد من دوام اشتعالها حتى انتهاء الأمسية.

بعد التسامر مع بعض الضيوف الآخرين في الفندق، غالبنا النعاس فعدنا أدراجنا إلى غرفتنا لنخلد للنوم بعد يوم في أحضان الطبيعة الاستوائية، لنستعد ليوم جديد رائع في أحضان هذه الجزيرة الجميلة.

 اليوم الثاني في زنجبار

زنجبار

بدأنــا يومنــا فــي الصبــاح الباكــر، بفنجــان مــن الإسبرســو ونحــن جالســين فــي الســرير نمتــع ناظرينــا بالجمــال الأخــاذ أمامنــا، فالميــاه الفيروزيــة الرائعــة ممتــدة إلــى مــا لا نهايــة! مــا أجملــه مــن صبــاح…

ارتدينا ملابس خفيفة ورحنا في جولة صباحية على الشاطئ، وفيما كنا نسير، بدأت المياه تنحسر  حتى بات البحر بعيداً جداً! ولاحظنا أن السكان المحليين قد اجتمعوا في مناطق كانت تغطيها المياه سابقاً. سرنا نحوهم لنكتشف ما يفعلون، ورأيناهم منشغلون بزراعة الأعشاب البحرية بشكل هندسي رائع، وعلمنا بعد ذلك من الفندق أنهم يقومون بتصديرها إلى اليابان!

كان مشوارنا الصباحي هذا رائعاً فعلاً فعند انحسار المياه تتشكل جزراً و بركاً صغيرة  في عرض البحر تجتمع فيها الأسماك، وأنواع مختلفة من الكائنات البحرية المتنوعة، وعلى رأسها توتياء البحر، التي تنتشر بكثرة في هذه المنطقة، ومازحنا بعض سكان الفندق الآخرين خلال سيرنا في “عرض البحر” بأنه لا بد لنا من أن نجلب بعض الليمون، وسكيناً صغيراً لنأكل التوتياء طازجة من  البحر مباشرة!

توجهنا إلى قاعة الفطور، والتي تضم بوفيه صغير ولكن شامل، ويعمل فريق الفندق على تزويد النزلاء بما يختارونه، وذلك تماشياً مع الإجراءات الاحترازية السائدة في الوقت الحالي.

ألقى رئيس الطهاة التحية علينا، وبسرعة إكتشفت أنه عربي، وأعلمني بأنه يشرف على كافة عمليات المطاعم في الفندق، وبأن كافة اللحوم والوجبات التي يقدمها المطعم حلال، وأن غالبية السكان في زنجبار مسلمي الديانة! الأمر الذي أراحني، وشجعني على اختيار طبق اللحوم في وجباتي القادمة!

انتهينا من تناول الفطور وقضينا بقية يومنا مرتمين بين أحضان الطبيعة الرائعة على شاطئ الفندق تارةً، وعند حوض السباحة تارةً أخرى.

قبل المغيب أخذنا جولة في حديقة الفندق الشاسعة، من على أحد الأراجيح الكبيرة المنتشرة في الفندق، راقبنا البحر فيما كان المساء يتسلل شيئاً فشيئاً.  عدنا أدراجنا إلى فيلتنا لنأخذ قسطاً من الراحة قبل أن يحين موعد العشاء.

كان عشاؤنا في مطعم The Jetty  وهو عبارة عن كوخين خشبيين يقعا على آخر جسر  خشبي يرتفع على مياه المحيط!

كان الوصول إلى المطعم بحدّ ذاته مشواراً رومانسياً بكلّ ما للكلمة من معنى، فصوت الأمواج، وصوت الخشب عند المشي عليه، والأنوار الخافتة التي تنير المياه أسفل الجسر جميعها تضفي جواً خلاباً على المسير!

يكتمل مشوار الرمانسية الذي بدأ عند الجسر  داخل المطعم، فالديكور البسيط، والشموع المنتشرة فيه، وتداخل المطعم في البحر كان أشبه بالحلم الذي توجته وجبة عشاء من ألذّ ما يكون.

 اليوم الثانلث في زنجبار

زنجبار

بعـد فنجـان الإسبرسـو المنشـط والتمتـع بإطلالتنـا الرائعـة، ساقتنا أقدامنا مجدداً في مشوار صباحي على الشاطئ. كان انحسار المياه هذا اليوم أكبر من الأمس، وخلال جولتنا رأينا أحد الشبان من ممارسي رياضة ركوب الامواج بالطائرة الورقية “kitesurfing”  وقد علق  في إحدى الجزر  المتشكلة في عرض البحر، فما كان منه إلا أن استسلم  وجلس على الرمال البيضاء منتظراً الفرج، وعودة المياه إلى مستواها الطبيعي.

من أكثر ما تشتهر به زنجبار هو صفاء مياهها، وغناها بالشعاب المرجانية  لذا فهي وجهة ممتازة للغوص الترفيهي. تناولنا فطورنا، وانطلقنا في رحلة غوص من أجمل ما يكون.

استقلينا القارب إلى جزيرة ميمبا الشمالية، والتي تبعد حوالي 45 دقيقة عن الفندق. كانت المناظر التي شاهدناها تحت الماء أكثر من رائعة، فبين متاهات الشعاب المرجانية والصخور والأسماك تعرفنا إلى حياة جديدة، فالحياة تحت البحر عالم آخر تماماً، ولا يمكن وصف الشعور الذي ينتاب الشخص وهو تحت الماء.

أمضينا كل الفترة الصباحية في مياه المحيط نتعرف إلى مخلوقاته ونتعايش معها. وفي طريق  العودة توقفنا في منطقة أخرى لنحاول رؤية الدلافين، وفعلاً حالفنا الحظ، وتمكنا ليس فقط من رؤيتها، وإنما من السباحة معها! كانت تجربة أشبه بالخيال فعلاً .

كان التعب قد أضنانا بعد الغوص، لذا تناولنا وجبة غداءٍ خفيفة، وأمضينا بقية يومنا مستلقين على شاطئ الفندق  برماله ناصعة البياض.

هنا  استرخينا وتأملنا واستمتعنا بشمس زنجبار الدافئة وروعة المشهد أمامنا…

لست أدري كيف مضى الوقت لكنني أعرف أننا لم نشبع من هذا المشهد البديع، ومن التفكير بعظمة الله في خلقه وكيف يمكن لهذه الجزيرة أن تجمع كل هذا الغنى والتنوع في مكان واحد!

كان ختام هذه الرحلة مسكاً مع الاسترخاء أمام النار المشتعلة بعد العشاء، والنظر إلى أعلى والتعرّف إلى  النجوم  وتشكيلاتها.

انتهت هذه الرحلة في الواقع من دون أن تنتهي في خاطرنا، فلا يزال هناك المزيد لاستكشافه واختباره، كما أن المرء لا يشبع من روح هذا الشعب المرحة، والذي يردد على الدوام عبارة “هاكونا ماتاتا” ومعناها “لا داعي للقلق”، وما أكثر حاجتنا لها ولهذه الإيجابية في هذه الأيام!

ميزانية الرحلة إلى زنجبار

  • تذكرة سفر من وإلى دبي 1300 درهم
  • الإقامة الشاملة لشخصين في فندق ميليا زنجبار 7450 درهم
  • فحص كوفيد 290 درهم
  • رحلة الغوص 185 درهم
  • المواصلات من وإلى المطار 580 درهم
  • إجمالي سعر الرحلة التقريبي لشخصين 9805 درهم

 

فحص كوفيد في زنجبار

يستغرق صدور نتائج فحص PCR لفيروس كوفيد19- المستجد في زنجبار ما بين 48 و72 ساعة لذا من الأفضل احتساب 72 ساعة للتأكد من الحصول على النتائج قبل موعد السفر

يبلغ سعر الفحص 80 دولاراً، ولا بد من الدفع في أحد فروع بنك  People’s Bank of Zanzibar وذلك على رقم الحساب التالي:  0708288000

بعد استكمال الدفع،  يجب التوجه إلى lummba secondary school والتي تم تحويل جزء منها إلى المركز الرسمي لفحوصات كورونا في زنجبار.

من الأفضل أخذ نسخة عن الصفحة الأولى لجواز السفر  لإبرازها في مكان الفحص.

 

فندق ميليا زنجبار

يقع فندق ميليا زنجبار الفاخر على الشاطئ الشرقي لزنجبار ويمتد على مساحات شاسعة من الغابات الخضراء حيث تنتشر أشجار النخيل، والزهور التي تعانق زرقة البحر وبياض الرمال في سيمفونية جمالية أخاذة!

يضم الفندق خيارات متنوعة للإقامة، تضم غرفاً عادية، وفلل خشبية منتشرة بين غابات الفندق، ومطلة على شاطئه الرائع، وفلل أخرى بها حوض سباحة خاص، تتميز بخصوصية تامة، وتوفر للنزيل كلّ ما يتمناه من راحة. توفر للفلل المزودة بمسبح خاص  خدمة الـنادل الشخصي butler، والذي يهتم  بطلبات النزلاء،  ويعمل على توفيرها بشكل مباشر.

ولزيادة عنصر الخصوصية، يمكن أيضاً تقديم كافة الوجبات ذاخل الفيلا، ليتمتع النزلاء بإجازة  بأعلى مستويات الخصوصية التي يطلبونها.

يضم الفندق مسبحين واسعير على طراز إنفينيتي، وشاطئ رائع الجمال ، وعدد من المطاعم المتنوعة التي تقدم أطباقاً متنوعة من مختلف مطابخ العالم تتغنى جميعها بالتوابل الزنجبارية .

يضم الفندق كافة أساليب الراحة والرفاهية للزوار، وعلى رأسها  سبا فاخر، وصالة رياضية، ونادي للأطفال، وملعباً للتنس، وآخر لكرة الشاطئ، ومركزاً للغوص، ومركزاً لتعليم ركوب الأمواج، كما يوفر خدمة جليسة الأطفال.

كافة المأكولات التي تقدمها مطاعم الفندق حلال، ويمكن للفندق أيضاً توفير سجادة صلاة وقرآن للنزلاء عند الطلب

نصائح لزوار زنجبار

  • من الأفضل انتقاء خيار الإقامة الشاملة،  حيث أنه أوفر بكثير إذا ما تم احتساب سعر الوجبات منفصلة.
  • قد تشعرون ببعض لدغات البعوض عند المساء، لذا يُفضل جلب كريم الواقي.
  • يُستحسن القيام بجولة ستون تاون مع مرشد سياحي، فشوارعها أشبه بالمتاهات وقد يضيع المرء فيها.
  • لا بد من شراء بعض التوابل من زنجبار فهي فعلاً مميزة لناحية النكهات والروائح.
  • إذا ما رغبتم بالتجول في عرض البحر أثناء انحسار المياه، فيفضل ارتداء حذاء خاص، حيث أن توتياء البحر منتشرة بكثرة، وتختبى تحت الأعشاب البحربة فتصعب رؤيتها.
  • لا داعي لتوضيــب أي نــوع مــن الأحذيــة المغلقــة أو تلــك ذات الكعــب العــالي للســيدات، فلــن تحتاجــوا إلى أي شــيء غــر الشبشــب، وســتكونون حفــاة الأقــدام في أغلــب الأحيــان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights