لا يختلف اثنان بأن الجمال الحقيقي هو ذلك الذي يشعّ من داخل الانسان. إلا أن تحقيق ذلك الجمال الداخلي، والحفاظ عليه يكاد يكون أصعب من الحفاظ على الجمال الخارجي، فهو يتطّلب الكثير من العناية، والراحة النفسية، والاسترخاء وتفاصيل أخرى كثيرة لا بد من أخذها بعين الاعتبار.
ومما لا شك فيه أن كل ما يعشعش داخلنا من ضغوط ومشاكل ينعكس أيضاً على مظهرنا الخارجي الأمر الذي يجعل من مهمة الاعتناء بالنفس أكثر تعقيداً.
مع تسارع وتيرة الحياة، والاختلافات والضغوطات الكثيرة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية بات من المهم جداً استقطاع الوقت لنلتفت لأنفسنا وندللها. وعليه، توجهت إلى منتجع رافلز الصحي، الذي يقدم باقة علاجات التدليل والرفاهية، التي تمزج ما بين الدلال الجسدي والنفسي، واستقطاع الوقت للذات. فهي تتضمن ساعة من التدليك لضمان استرخاء العضلات والأعصاب المتعبة، تعززها
تجربة شاي ما بعد الظهيرة في رافلز صالون.
وصلت قبل بدء موعد التدليك بحوالي الساعة، ذلك لأني رغبت في الاستمتاع بما تبقى من أشعة الشمس قبل أن يحين موعد الغروب.
بعد حوالي خمس وأربعين دقيقة من الاسترخاء تعمدت خلالها إغلاق هاتفي، توجهت مجدداً إلى مبنى السبا لأستكمل رحلتي في إيجاد السكينة والهدوء الداخليين. كان ديكور السبا وألوانه الخافتة والشموع المضاءة فيه كفيلين بأخذي في رحلة جديدة من الارتياح والاستراخاء.
تبعت الخبيرة إلى غرفة العلاج التي فاحت منها روائح الزيوت العطرية الرائعة، استلقيت على سرير التدليك، والذي يكاد يكون أكثر أسرّة التدليك راحة على الإطلاق، فالقطن من أنعم ما يكون، والسرير وثير وناعم، ودافء أيضاً. باستخدام زيت اللافندر بدأت الخبيرة بتدليك العضلات والتخلص من التوتر. فككت بيديهاالخبيرتين عقد التوتر التي تجمعت في أعلى الظهر، ومن ثم استمرت في سحرها حتى غطّت كافة العضلات، وبات الجسم وكأنه قطعة من الاسفنج الناعم الذي لم يعرف التوتر قطّ!
غفوت وأفقت مراراً خلال العلاج، فكنت أستفيق على صوتها تطلب تسألني إن كان الضغط “على كيفي” ومن ثم أغوص في النوم مجدداً لأستفيق على وقع أصابعها تدلك فروة رأسي ورقبتي فيما الموسيقى الآسيوية الخافتة تتهادى من حولي.
انتهت الساعة بسرعة، وبدأت أستفيق فعلاً من هذا الحلم الرائع الذي نقلني إلى عالم آخر حتى تحولت إلى مخلوٍق هلامي لا يكاد يقوى على نقل نفسه إلى غرفة الاسترخاء!
استجمعت قواي، وجهزّت نفسي للجزء الثاني من هذه التجربة المثالية، وهو تجربة شاي بعد الظهيرة الفاخرة في رافلز صالون في بهو الفندق.
فيما هممت بالتوجه إلى البهو مررت بمرآة، فنظرت فيها، وشاهدت نسخة مشرقة من ذاتي، نسخة لم أكن قد رأيتها منذ فترة، كنت قد اشتقت إليها.
وفيما أنا أتنعم بأطايب الشاي ومرفقاته اللذيذة، وعدت نفسي بأن أعاود هذه الكرّة مجدداً، لأحقق التوازن بين الراحة الداخلية والخارجية، وأستقطب لنفسي بضع ساعات من الراحة بين الحين والآخر، فكما يُقال، فاقد الشيء لا يعطيه، ولأتمكن من العطاء لا بد لي من أن أشحن بطارياتي هي الأخرى.
نصيحة أوقات: تخولك التجربة من استخدام المسبح الخارجي للفندق، لذا عليكي بالوصول باكراً إذا ما رغبتي بذلك
السعر: 450 درهم للباقة شاملة تجربة الشاي
منتجع رافلز الصحي، فندق رافلز، مدينة دبي الطبية
97143149870+
