اليابان، بلد نسمع عنه منذ نعومة أظافرنا! فغالبية أفلام الكرتون التي شاهدناها في الصغر من إنتاج ياباني، وكثيراً ما رأينا البيوت اليابانية في هذه الأفلام الكرتونية، وكيف كان اليابانيون يجلسون على الأرض حول الموائد المنخفضة لتناول وجباتهم.
هذا فعلاً هو الذي جاب في عقلي لحظة دخولي إلى مطعم كوهانتاي، الواقع في دبي أوبرا، فكل العناصر والتفاصيل في هذا المطعم انتقلت بي إلى أحد منازل اليابان التقليدية وتراثها الأصيل.
فمن اللحظة الأولى لدخول المطعم، ووراء الستائر التي تغطي مدخله عالم آخر لا يشبه شيء آخر زرته في حياتي، فالأبواب تشبه تمام تلك الأبواب الورقية المنزلقة التي أراها في البرامج التلفزيونية اليابانية، وكذلك الأرضية، فهي خفيفة ورقيقة كأنها نوع من أنواع الموكيت الغريب.
بعد أن ألقت المضيفة -المرتدية للكيمونو التقليدي- التحية اليابانية علينا، طلبت منا وبكل لطف أن نخلع أحذيتنا ونتركها إما في أحد الدواليب عند المدخل أو بجانب الباب، ومن ثم نرافقها إلى طاولتنا.
فتحت الباب الورقي الزلاق، وأشارت لنا لنجلس إلى طاولتنا، كانت الصدمة قد اعتلت وجه كلّ منا، فالمطعم به خمس طاولات فقط! منها اثنتين تتسعان لشخصين، وثلاثة لأربعة أشخاص.
كما أن تصميم المطعم يحاكي تمام البيوت اليابانية بحذافيرها. فالكراسي والطاولات منخفضة جداً، والجلسة بأكملها بسيطة للغاية، وهو الأمر الذي يعكس الوضع في اليابان. فمنازلهم هناك صغيرة جداً لأن اليابان، وبحسب ما أعلمنا العاملون في المطعم تعاني من شح في المساحات، لذا فبيوتهم صغيرة للغاية، وعادة ما يكون أثاثهم قليل وبسيط ليتمكنوا من تخزينه مساءً عند افتراش الأرض للنوم. وصلت النادلة، والتي كانت هي الأخرى يابانية،وكجميع العاملين في المطعم، وبلكنة إنجليزية مكسرة، ناولتنا القائمة، ونصحتنا بأن نجرّب قائمة ال “ساكورا”، والتي تضم ستة أطباق صغيرة مختارة بعناية لتعكس المطبخ الياباني ولكن بشكل موسمي.
فالأطباق ضمن هذه القائمة قد تختلف من فترة إلى أخرى بحسب المنتجات التي يتم شحنها مرتين إسبوعياً من اليابان.
كلما دخلت النادلة إلى الصالة حاملة صينية بالأطباق، وضعتها أرض وجثت على ركبتيها لترفع الصحون واحداً تلو الآخر لتقدمه، الأمر الذي زاد من أصالة تجربتنا في هذا المطعم. أما الأطباق الستة التي تم تقديمها فتنوعت ما بين المقبلات وشوربة التوم يوم باللحم والخضار، ومن ثم طبق من الساشيمي تاه طبق من ستيك الواغيو بيف، ومن ثم المزيد من الشوربةوأخيراً طبق الحلويات الذي يتكون من بوظة السمسم طعمها رائع جداً .
على الرغم من روعة الأطباق ولذتها إلا أن التجربة في مطعم كوهانتي تفوق الوصف بسبب أصالتها وانغماس الضيف في الثقافة اليابانية تمام منذ اللحظة الأولى التي يدخل فيها المطعم. لا شكّ بأن كوهانتي يضيف الكثير إلى مشهد المأكولات هنا في دبي، وبأنه سيكتسب شعبية كبيرة لدى الجميع.
نصائح أوقات:
لا بد من الحجز المسبق، وإعلام المطعم في حال أي تأخير، فالطاولات محدودة جداً
لا تنسوا ختم بطاقة ركن السيارة، فقد يكلفكم ذلك 100 درهم!
اسعار مطعم كوهانتي :
350 درهم
كيفية الذهاب لمطعم كوهانتي:
كوهانتي، دبي أوبرا، بوليفارد محمد بن راشد
للتواصل :
97142434951+
قد يعجبك:
مطعم Waka نبض أميركا اللاتينية
تقرأون
