72 ساعة في

الحضارة والتسوّق بين أحضان المدينة الصاخبة في بانكوك

بين صخب المدينة التي تعج بالحياة ووجهات التسوّق المتنوعة من جهة، وروعة الطبيعة الخلابة من جهة ثانية، تأتي الحضارة القديمة والمعابد والقصور المتناثرة لتكلل السياحة في بانكوك تايلاند بالسحر والجاذبية.

ذاع صيت هذه الجاذبية فاستقطبت محبي السفر من كافة أنحاء العالم الذين يتوافدون في كل عام لاستكشاف هذا المقصد السياحي العريق.

السياحة في بانكوك عاصمة تايلاند:

أما العاصمة التايلاندية، فهي الشريان النابض لتايلاند الذي لا بدّ من التوقف عنده سواء كانت هي المقصد النهائي للسفر أو محطة  تربط المسافرين بإحدى الجزر المتنوعة التي يختارونها، فبانكوك معقل التسوق، ومهد الحضارات ونبض الحياة في تايلاند.

وكملايين السيّاح، زرنا هذه المدينة لنستكشف جوانبها ونعيش تجربة فريدة في ضيافة موطن السياحة الآسيوية.

اليوم الأول في بانكوك تايلاند

وصلنا إلى بانكوك باكراً، وتوجهنا إلى الفندق الذي كنا حجزناه في وسط المدينة. وعلى الرغم من الحماسة الكبيرة التي كانت بداخلي لأبدأ البرنامج الذي خططت له مطولاً، إلا أنني ققررت أن آخذ قسطاً صغيراً من الراحة لأنطلق في يومي بنشاط واستكشف المدينة.

اخترنا أن تكون محطتنا الأولى في أحد المراكز التجارية فقد كنا متلهفين لخوض غمار تجربة التسوق في بانكوك والتي لطالما سمعنا عنها، خاصةً أننا تركنا نصف شنطتنا فارغة وقررنا أن نعود محمّلين بالمشتريات. وقع اختيارنا على مركز MBK التجاري، والذي يُعدّ من أكبر مراكز التسوّق في بانكوك، حيث يمتد على ثمانية طوابق ويضم أكثر من ألفي متجرٍ منتنوع.

هنا يجد المرء ما لذّ وطاب من المشتريات، بدءاً من المجوهرات ووصولاً إلى الملابس والهدايا التذكارية وأكسسوارات المنازل، وغيرها الكثير.

هو عالم من المشتريات والتسوق الذي لا ينتهي! كان من الممكن لي أن أمضي يومي كلّه هنا أو ربما إجازتي كلّها، إلا أن الوقت ضيق وهناك الكثير لنراه في بانكوك. وبما أننا تعبنا من السير في المول لساعات طويلة توقفنا في أحد مطاعمه للاستراحة ولتناول وجبة الغداء قبل العودة.

بعدها، توجهنا إلى المكان المخصص لاستقلال سيارات الأجرة فكانت المفاجأة الكبرى بالطابورٍ الطويل والذي لا يتحرك إلا ببطء شديد، لكن لم يكن أمامنا إلا انتظار دورنا لنعود أدراجنا إلى الفندق. أوصلنا مشترياتنا واسترحنا قليلاً ثم تحضرنا لنخرج مجدداً في المساء.

تبعاً لنصيحة الفندق، ذهبنا سيراً على الأقدام إلى شارع Khao San القريب والذي يعج بالمطاعم والمقاهي والسواح. عرفنا الشارع منذ أن وصلنا إليه، فهو يعج بالمشاة من كافة أنحاء العالم، فيما تنتشر على جانبي الشارع الرئيسي مجموعة كبيرة من المقاهي، والمطاعم، والمتاجر، وعربات الطعام.

هو شارعُ صاخب بكل ما للكلمة من معنى! فهنا تجد كل شيء، بدءاً من خدمات التدليك ووصولاً إلى عربات بيع الحشرات، والمتشردين وعازفي الموسيقى والباعة المتجولين، وغيرها الكثير.

تجوّلنا في أرجاء الشارع مذهولين بغرائبه وعجائبه، إلا أننا قررنا أن نجلس في أحد الشوارع المحاذية الأكثر هدوءاً، واخترنا أحد المطاعم حيث تناولنا وجبة من ثمار البحر الطازجة والتي يتم طهيها مباشرة أمامنا بسعر قليل جداً.

اليوم الثاني في بانكوك تايلاند

استيقظنا باكراً، وتناولنا وجبة الفطور في الفندق وتوجهنا مباشرةً إلى السوق العائم، فالسوق الأشهر دامنوين سادواك Damnoen Saduak يبعد حوالي الساعة عن بانكوك، ويستحسن الذهاب قبل احتداد الشمس.

وصلنا وكان المكان مكتظاً بالسياح، فيما كانت القوارب التقليدية تجوب قنوات المياه محمّلة بما لذّ وطاب من الفواكه التايلندية، والمأكولات الشعبية، والأقمشة والهدايا التذكارية.

استقلينا أحد القوارب الخشبية برفقة القبطان الذي تسلّح بقبّعته التقليدية المصنوعة من الخيزران، ولغته الإنجليزية الضعيفة وراح يجول بنا في القنوات المائية التي تكتظ بدورها بالمراكب المحمّلة بالسيّاح والبضائع. اشترينا بعض الهدايا التذكارية من أحد جوانب الممرات المائية حيث تتراصف الأكشاك إلى جانب المراكب المتنقلة.

ثم اشترينا بعض الفاكهة التايلندية الشهية والطازجة من أحد المراكب والتي ساعدت من تخفيف وطأة الحر في جولتنا، والتقطنا الكثير من الصور التذكارية في هذا المكان الجميل.

عدنا إلى الفندق ظهراً وكان الجوع قد تملَكنا، ولكننا رغبنا بالابتعاد قليلاً عن الأطعمة التايلندية للتغيير، فدلّنا موظفو الفندق على أحد المطاعم الإيطالية القريبة والمطل على نهر تشاو برايا.

استقلينا التوك توك وتوجهنا إللى هناك، فأذهلتنا الإطلالة الرائعة على النهر من على شرفة المطعم الخشبية، حيث رحنا نتأمل المياه المتلألئة وأفق مدينة بانكوك في المقلب الآخر من النهر.

بعد استراحة قصيرة، كان لا بدّ لنا من زيارة شاتوشاك ماركت، وهو سوق شعبي شهير في بانكوك يفتح أبوابه في نهايات الأسبوع، بدءاً من يوم جمعة من الساعة السادسة بعد الظهر حتى منتصف الليل، ويومي السبت والأحد من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً. يُعد هذا السوق من أشهر مناطق التسوق في الهواء الطلق في تايلاند، ويضم كل ما قد يخطر ببالكم بدءاً بالملابس والأكسسوارات، ووصولاً إلى المفروشات، والمأكولات والمشروبات وحتى الحيوانات الأليفة!

لا يمكن لأحد أن يملّ من التسوّق في تايلاند أبداً خاصة في الأسواق الشعبية التي تضم كل العجائب والغرائب، إلا أن التعب تملّكنا بعد هذا اليوم الطويل! ولعلّ التايلنديون يعرفون ما قد يحل بزوار هذا السوق لذا تنتشر فيه محطات تدليك القدمين، ذاك العلاج الشهير في تايلاند والذي يكاد لا يخلو أي شارع منها.

توقفنا عند إحدى المحطات وهي أيضاً في الهواء الطلق تحت ظلال خيمة متاخمة للسوق حيث جربنا تدليك القدمين الذي يشتهر به التايلانديون والذي كان أكثر ما كنا بحاجة إليه بعد يومين من السير على الأقدام.

مساءً، كان التعب قد تملكنا فقرّرنا تناول العشاء في أحد مطاعم الفنادق القريبة، وأن ننام باكراً، فقد كان يومنا حفلاً من الصباح الباكر ولا يزال أمامنا الكثير في الغد.

اليوم الثالث في بانكوك تايلاند

إلى جانب كونها مدينة التسوق بامتياز، إلا أن بانكوك أيضاً مدينة الحضارة الآسيوية التي تشتهر بغناها بالمعابد والقصور والمنحوتات، لذلك قررنا تخصيص اليوم الأخير لاستكشاف الوجه الآخر للمدينة.

بدأت جولتنا بالقصر الملكي الكبير، الذي كان في السابق المقر الرسمي للعائلة الملكية التايلاندية. وصلنا إلى المكان وكان المدخل يعج بالسيّاح، فأخذنا مكتناً لنا بالطابور فيما وقف عمال الأمن يراقبون ملابس القادمين ويسمحون لمرتدي الملابس المحتشمة بالدخول ويوجهون أصحاب الملابس المكشوفة بالمزيد من التستر.

دخلنا إلى هذه التحفة المعمارية على الطراز التايلندي، وهي عبارة عن مجمع يضم عدة أجنحة وأبراج ومنحوتات لا تشبع العين من تأملها بهندستها. وبالإضافة إلى المباني المزخرفة بأدق التفاصيل والتماثيل المتنوعة المنتشرة يُعد “معبد بوذا الزمردي” أبرز المعالم التي يحتضنها هذا القصر الضخم بين مساحاته الخضراء الواسعة.

تجولنا في أرجاء القصر وأبهرتنا كل تفاصيله، بدءاً بأبوابه الذهبية، ووصولاً إلى تماثيله الضخمة ومنحوتانه الفنية التقليدية.

لرحابته وكثرة التفاصيل التي يحويها، بُعد القصر الملكي الكبير وجهة سياحية بحد ذاته، وقد تتخذ الجولة فيه ساعات طويلة إلا أنه فعلاً يستحق الزيارة.

يرجع تاريخ بناء القصر إلى العام 1782 في عهد الملك راما الأول، وقد تعاقب على السكن فيه عدة ملوك حتى راما الخامس. والجدير بالذكر أن هذا القصر لا يزال يستخدم حتى الآن  في بعض المراسم والطقوس الملكية حتى يومنا هذا.

وعلى مقربة من القصر الكبير، يقع أيضاً معبد”وات فو” أو معبد بوذا المتكئ، والذي توجّهنا إليه مباشرةً، وهو واحدٌ من أكبر وأقدم المعابد في بانكوك. يضم المعبد ثمثالاً ضخماً لبوذا بطول 43 متراً وارتفاع 15 متراً، بالإضافة إلى العديد من المباني المزخرفة والمنحوتات، وأكثر من 1000 تمثال على هيئة بوذا.

بعد هذه الجولة الثقافية الحضارية، كان لا بد من الاستراحة لنتاول وجبة تايلندية أخيرة على أحد المطاعم المطلة على ضفاف نهر تشاو برايا. أما محطتنا الأخيرة فكانت في مركز سيام التجاري المشهور لملء ما تبقى من فراغات في شنطتنا لنعود محمّلين بها وبكثير من الذكريات!

 

نصائح أوقات دبي

  • خذوا معكم فقط ما تحتاجونه، فستحتاجون الكثير من الأماكن لتخزين المشتريات في الشنط
  • حاولوا أن تفاصلوا في الأسعار، ففي معظم الأسواق هذا أمرٌ ممكن، بل يُعدّ جزءاً من تجربة التسوق
  • عند الذهاب إلى المعابد ارتدوا الملابس المحتشمة، وإلا لن يُسمح لكم بالدخول
  • لا بد من الذهاب باكراً إلى القصر الكبير لتفادي طوابير السيّاح الكبيرة والازدحام

ميزانية رحلة السياحة في بانكوك تايلاند:

  • تذكرة الطيران 2150 درهم
  • الإقامة في الفندق 600 درهم
  • المواصلات خلال ثلاثة أيام 150 درهم
  • معدل وجبات الطعام 50 درهم
  • الرحلة إلى السوق العائم 300 درهم
  • تدليك القدمين 25 درهم
  • الدخول إلى القصر الكبير 55 درهم
  • الدخول إلى معبد “وات فو” 11 درهم
  • إجمالي تكلفة الرحلة 3,541 درهم

قد يعجبك:

السياحة في باريس

السياحة في زنجبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights