أصبحت حديقة مشرف وجهتنا المعتادة للنزهات في الأشهر المعتدلة من السنة منذ زيارتنا الأخيرة إلى “أفينتورا“، فالحديقة تضم ذكريات من الطفولة وخضرة يندر أن تراها في دبي. تحيط أشجار الغاف النضرة بمسارات الدراجات الهوائية ومناطق نزهة العائلات.
وصلنا إلى حديقة المغامرات والطبيعة مبكرين على عكس زيارتنا السابقة. وددنا في هذه المرة أن نكمل جميع المناطق التي فاتتنا في زيارتنا السابقة، والأهم من ذلك أن نزور منطقة المجموعات الجديدة.
استقبلنا مشرفٌ يزيّن خصره حزام محمّلٌ بمعدات التسلق. في منطقة أحزمة الأمان ارتدينا أحزمةً مشابهة. تحمل هذه الأحزمة مشبكين طويلين وآخر قصيراً وبكَرة، أردت أن أضع المعدات قيد الاستخدام فوراً.
وفعلاً بدأنا باستخدام المعدات في منطقة ارشادات السلامة. هي نموذجٌ مصغرٌ عما ينتظرنا بالداخل. فيها اعتدنا على استخدام البكرات والمشابك المرفقة بحزام السلامة، واكتسبنا الثقة اللازمة لخوض المغامرة.
بحكم أن لنا خبرة سابقة بدأنا مغامرتنا في منطقة الإثارة. معظم معالم المنطقة سلالم أفقية تسلّقناها للانزلاق على خط “زيبلاين” قصير ينتهي بمنصةٍ مرتفعة لنعاود تسلّق سلالم أخرى إلى ارتفاعٍ أعلى، ومن ثم نكمل على جسورٍ معلّقة تتجه صعوداً.
واصلنا مغامرتنا وعبرنا منطقتي “أفينتورا” – متوسطة الصعوبة – و”إكستريم” التي تطلبت منا مجهوداً بدنياً كبيراً. استخدمنا كافة التدريبات البدنية والساعات التي قضيناها في الصالة الرياضية لتسلّق شبكة العنكبوت وعبور مسارات التوازن. وكانت مكافأة جهودنا مجزية: قفزة مثيرة بحبل على طريقة طرزان.
تناولنا غداء خفيفاً في مقهى الوجهة، وتوجّهنا إلى منطقة المجموعات. تضم المنطقة مضماراً لسباقات العوائق، يستخدمه الزوار للتجهيز لسباقات “سبارتن” و”آيرون مان”، أو يتنافسون فيه مع أصدقائهم بغرض المرح وممارسة الرياضة في الهواء الطلق.
وتضمّ المنطقة كذلك جداراً للتسلّق بارتفاع 8 أمتار. بعد الوصول إلى القمة، يقرع الفائز الجرس ويهبط متصلاً بالحبل على طريقة جنود العمليات الخاصة. تنافسنا في تسلّقه وحساب الوقت الذي استغرقه كلٌ منا.
ختمنا زيارتنا الممتعة بقفزة الشجاعة. تبدو المهمة سهلة لكنها تتطلب جرأة هائلة. شرح لنا المدرب المطلوب: أن تتسلّق الجذع البالغ ارتفاعه 8 أمتار، فتقف على قمّته، ثم تقفز لتلمس الكرة المطّاطية المعلّقة. بعد ذلك تهبط كأنك رجل عنكبوت معلّق بحبل السلامة الذي يتحكم به المدرب.
استمتعت بمشاهدة رفاقي وسيقانهم ترتجف على قمة الجذع هلعاً حتى حان دوري. تسلّقت وأنا أدندن ألحاناً لأبعد عن عقلي فكرة التراجع. وصلت إلى القمّة ونظرت إلى الأسفل فارتعبت. وأدركت أن أسرع وسيلة للعودة إلى الأرض هي القفز، وهكذا فعلت وتعالى التصفيق من رفاقي والمدرب.
لامست قدماي الأرض فشعرت بالسعادة ونشوة الأدرينالين تتدفق في عروقي. تبادلت التهاني مع الرفاق على نجاحنا في اختبار الشجاعة، وغادرنا الحديقة مع مستوىً جديد من الثقة بالنفس.
نصيحة أوقات: اصطحب معك جمموعة من الأصدقاء أو زملاء العمل، فالحد الأدنى لحجز زيارة إلى منطقة المجموعات هو ثمانية أشخاص.
الأسعار: 169 درهم للكبار و135 درهم للصغار، أما منطقة المجموعات، فالأسعار بحسب عدد المجموعة ومتطلباتها.
المكان: أفينتورا، حديقة مشرف
971521787616+
