منذ أن رست سفينة كوستا توسكانا على رصيف دبي هاربر، أصبحت محط اهتمام الكثيرين، الذين يحلمون بقضاء عطلة العمر على واحدة من أفخم 10 بواخر في العالم.
حالفني الحظ أن أقضي أياماً من العمر فيها، لم تفارقني خلالها الدهشة، قبعض كلمات أسطرها هنا لا توفيها حقها، لست أدري إن كانت هذه التجربة التي عشتها حقيقة أم خيال… إلا أن هذه التجربة ستعيش في داخلي إلى الأبد.
أنهينا إجراءات السفر بكل سلاسه من ميناء “دبي هاربر”، دخلنا من ممر السعادة وكلما اقتربنا بدأت الفخامة الإيطالية بالتجلي، لتقدم لنا أجمل صورة، فكم هي ضخمة كوستا من الخارج وأنيقة بكل تفاصيلها.
ما إن دخلنا الباخرة حتى استقبلتنا بشاشة وجوه طاقم العمل، هل أنا في حلم أم في علم، للحظات نسيت أنني على متن باخرة، وكأنني في مدينة العجائب، مساحات شاسعة على مد البصر، والكثير الكثير من المحلات التجارية والمطاعم، ذهبنا إلى كبينتنا الواقعة في الطابق ال15 وضعنا حاجياتنا ورحنا نستكشف ما ينتظرنا من فخامة!
كان علينا أن نبدأ من الساحة الخارجية للسفينة والتي تقع على سطحها، وهي بحد ذاتها عالم آخر، فهنا المرح لايعرف له حدود! بدءً بأحواض السباحة الخارجية المنتشرة في كل زاوية، مروراً بمدينة الألعاب المائية، انتهاءً بكراسي للتعرض لأشعة الشمس والاسترخاء.
كان أول ما لفت انتبهانا وجذبنا هو الجسر المعلق في السفينة، صعدنا إليه وإذ بمنظر بانورامي بديع لا يوصفه الكلام وكأننا معلقين بين السماء والأرض، يتميز هذا الجسر بأرضية شفافة تجعل الإنسان يشعر كأنه يمشي على سطح البحر!.
عدنا إلى كبينتنا بدلنا ملابسنا ورحنا نستمتع بالجاكوزي، نسينا أنفسنا لساعات بين الاسترخاء والمناظر الخلابة من حولنا، إلى أن حان موعد العشاء.
لا تساوم سفينة “كوستا توسكانا” في ما يتعلّق بأشهى الأطايب، تأنقنا وتوجهنا إلى مطعم “لي ماريميه”! حيث كان بانتظارنا وجبة عشاء على الطراز الإيطالي الفاخر، وما إن انتهينا من تناول وجبة العشاء، كان موعد إبحار السفينة قد اقترب، فسارعنا للصعود إلى السطح ننتظر بحماس مشاهدة هذا الصرح العظيم وهو يمخر البحر متوجهاً إلى أبوظبي في رحلة تدوم قرابة الـ 9 ساعات.
بدأ التعب يتسلل إلى أجسادنا، فعدنا إلى كبينتنا للنوم، والاستعداد ليوم آخر على متن هذه المدينة المتنقلة.
في صباح اليوم التالي استقيضت بحماس قبل أن يدق جرس المنبه، توجهت إلى الشرفة وإذ بصورة رائعة التكوين أمام ناظري، أفـق لا متناه من مياة البحر وقرص الشمس ينعكس على مياة الخليج العربي.
بعد قضاء لحظات لا تنسى بالاستمتاع بمنظر شروق الشمس، توجهنا إلى بوفيه الإفطار الذي لم أرى بضخامته وتنوعه في حياتي، تناولنا إفطارنا بنهم من على شرفة المطعم، ورحنا مسرعين نستمتع بالعديد من الخيارت التي توفرها السفينة، فتارة في أحواض السباحة والجاكوزي، وتارة أخرى نستمتع بمدينة الألعاب المائية حيث كان جبل المنزلقات ينادينا، جربنا كافة الألعاب مرّة ومرتين وثلاث، ولم ينخفض صوت صراخنا وضحكاتنا في أي من هذه المرات.
المرح الإيطالي بتفاصيلية الجميلة كان يبعث الحماس بفضل الفعاليات المليئة بالتشويق والمغامرة، حيث يستمتع الزوار بكل لحظة وهم بين أحضان “كوستا توسكانا” بالبرامج الترفيهية اللامتناهية على متن السفينة.
بعد الاستمتاع بالفعاليات والنشاطات توجهنا لتناول وجبة غداء لذيذة في مطعم البيتزا، وبعد الغداء وقبـل أن يحيـن موعـد الغـروب جلست على أرجوحة الهاموك والتي هي الأخرى تنتشر على سطح السفينة، وبدأت بمطالعة كتابي المفضل مع كوب عصير من الفراولة المنعش.
لا شك في أنّ التجربة الترفيهية الأكثر مفاجأةً يختصرها المسرح المؤلّف من أربع منصّات مشاهدة، إذ تتحول القاعة بحلول المساء، إلى مسرح للعروض الموسيقية الحيّة والسيرك وسط لمسات الديكور الفاخرة، جلست وزوجي نستمتع بالعروض المبهرة، في هذه الأثناء كان طفلي يستمتع بوقته في نادي “سكووك” الترفيهي للأطفال مع العديد من الأطفال يمارسون النشاطات المتنوعة وسط رعاية وعناية العاملين هناك الذين يهتمون بكافة التفاصيل حتى أن هناك مطعم يقدم بوفيه خاص للأطفال.
بعد انتهاء العرض المسرحي توجهنا لتناول وجبة العشاء، وختمنا أمسيتنا بالتجول على سطح السفينة نستمتع بالأجواء الساحرة والرومانسية وسط مياه البحر.
مضى يومان على متن “كوستا توسكانا” بسرعة البرق، فهي بمثابة فندق عائم كفيل بمنحك تجربة فريدة ومستوى جديد من الفخامة في عرض البحر. تقدم السفينة رحلات مختلفة عبر مياه الخليج العربي لغاية11 مارس 2023، في باقات متنوعة لـ 3 أو 4 أو 7 أيام لاستكشاف مياه الخليج العربي.
نصيحة أوقات: حملوا تطبيق كوستا لمعرفة جدول النشاطات اليومي للرحلة
سفينة كوستا توسكانا، دبي هاربر
السعر: 3700 درهم للكبينة مع شرفة، شاملة المأكولات والمشروبات
