من دبي إلى العالم

Solutions Leisure قصة نجاح ستستمر

يُقال أن الحياة كلّها صدف، ويُقال أيضاً: رُبّ ضارة نافعة. يختصر هذين القولين حياة بول إيفانز وفريك توسينك المهنية، فهما تقابلا بالصدفة في مصر منذ أكثر من عقدين. وبدآ بالعمل معاً. وعندما ظنّا بأن الدنيا أوصدت أبوابها في وجههما، وأن موعد العودة إلى الوظيفة القديمة قد حان، وجدا باباً أكبر وفرصاً أكثر بانتظارهما ليجنيا ثمار نجاح لم يكونا قد توقعاه!

التقينا مؤسسي شركة  Solutions Leisure -المتخصصة في قطاع الضيافة، والتي يندرج تحتها كلّ من Lock, Stock & Barrel، و STK، و Q43، و Inner City Zoo، و Atlantic، و Asia Asia، و karma cafe  -لنتحدث معهما عن بداياتهما، العقبات التي صادفاها في طريقهما، والخطط المستقبلية التي يطمحان إلى تحقيقها.

نلخص لكم لقاءنا معهما في هذه السطور:

بدايةً عرفانا عن أنفسكما، بعيداً عن العمل.

بول “ضاحكاً”: لا يمكنني أن أعرف عن نفسي بعيداً عن العمل، فالعمل يأخذ كلّ وقتي!

أنا أب لولدين، 12 و3 سنوات أعمل لحوالي ثمانية عشر أو عشرين ساعة يومياً ستة أيام في الأسبوع. وإذا توفر لدي أي وقت فراغ، أقضيه  في ممارسة هواية الغطس، وبصراحة لم يتسن لي أن أغطس سوى مرتين خلال العام الماضي،  ما يعيدنا إلى نقطة أنه من الصعب أن أعرّف عن نفسي خارج نطاق العمل فبصراحة، أنا أعشق عملي، وأشعر بالسعادة والنجاح عندما أعمل وأكمل المشوار الذي بدأناه أنا وفرييك سويةً منذ حوالي عقدين. لذا، فأنا لا أفرق بين بول في العمل، وبول خارج العمل.

فرييك:  الموضوع تماماً ذاته ينطبق عليّ أنا، فلا حياة لي خارج العمل أيضاً! أنا أيضاً أب لولدين إلا أن أولادي في العشرينيات من عمرهم، وبحكم أني أعمل ساعات طويلة يومياً، فإنني لا أتمكن من رؤية عائلتي إلا في نهايات الأسبوع.

لكليكما خلفية تعليمية ومهنية بعيدة جداً عن مجال الضيافة، فكيف دخلتما هذا المجال؟

فرييك: تماماً، كنت أعمل في مجال الهندسة الصوتية، وبحكم عملي كنت أرى النجاح الكبير الذي يحققه مجال الضيافة، ما أغراني لدخول هذا المجال، لذا توجهت إلى مصر، وبدأت بمشروع صغير هناك، وعندها التقيت بـ بول.

بول: أنا كنت أعمل في مجال  التسويق المصرفي، وهو مجال متعب جداً، وكنت دائماً أتمنى  أن أترك ذلك المجال. وفي إحدى إجازاتي (في مصر) تعرّفت إلى فريك، والذي كان بحاجة إلى المزيد من التمويل لمشروعه. قررت مشاركته، ومن هناك انطلقنا.

واليوم احتفلنا بافتتاح مشروعنا الرابع والثلاثين، وهو STK  في وسط مدينة دبي.

وما الذي دفعكما لترك مصر والتوجه إلى دبي؟

كانت دبي هي الحلم دوماً، فأنا كنت أزور دبي باستمرار، وكنت أرى فرصاً هائلة لمشاريع مختلفة يمكننا إطلاقها هنا، إلا أن السوق المصري والسوق الإماراتي مختلفان تماماً. وما ينجح في الوجهات الشاطئية في مصر المليئة بالسواح، غالباً لن ينجح في دبي. وهذا ما كان يخيفنا ويمنعنا من دخول السوق الإماراتي.

إلا أن قيام الثورة المصيرة كان له تأثير كبير جداً على عملنا، ففي غضون أسبوع خسرنا أكثر من  85% من مدخولنا.  فالثورة قتلت السياحة المصرية تماماً، لذا بدأنا بالتحرّك نحو دبي، فجئت أنا (بول) أولاً ولحق بي فرييك بعد حوالي العام. وكما يُقال، ربّ ضارة نافعة! فاليوم أجد أن ما حدث معنا عند قيام الثورة كان فرصة ذهبية، وأفضل ما يمكن أن يحدث. فلولاه لكنا لا نزال نتخوّف من دخول السوق الإماراتي.

وكيف وجدتما السوق هنا؟

كان دخول السوق هنا في الإمارات بمثابة دفعة على مختلف الأصعدة، فمستوى خدمات الضيافة هنا في دبي عالٍ جداً، وكما أشرت سابقاً ما  ينجح هناك، غالباً لن ينجح هنا. بالإضافة إلى ذلك، المنافسة شديدة وشرسة في هذا السوق، ولا يتمكن منها إلا من “يلعبها صحّ”.

وبعد عام واحد فقط من دخولنا السوق، حققنا نجاحاً أكبر بكثير من ذلك الذي حققناه في مصر. حيث أننا قدمنا شيئاً مختلفاً، قدّره المقيمين والزوار على السواء. فنحن دخلنا سوق الوجهات البسيطة، أي المفتوحة للجميع، بعيداً عن ذلك الترف الفائق الذي تتغنّى به بعض الوجهات المذاقية والمطاعم في دبي. وأسعارنا في متناول الجميع، وهذا مبدأ كانت دبي تتعطش إليه.

ما الذي يميز المرافق التي تندرج تحت Solutions Leisure

هناك عدة أمور،لعلّ أبرزها هو أننا لا نسعى أن تكون مرافقنا هي الأجمل أو الأهم في دبي، ولكن أننا نتوجه للأفراد ذوي الدخل المتوسط، فنحن لا نرغب باسقطاب سائق أحدث سيارة بورش، أو أفراد شلّته، وإنما الشخص العادي، مثلنا أنا وأنت! نودّ أن نتعرّف إلى رواد مرافقنا، ولا أن نعرف نوع السيارة التي يقودونها، وأن نركنها عند المدخل للتباهي بها أمام زوارنا الآخرين!

والمغزى من ذلك أن الشخص الذي يهتم بالتفاخر، وبقيادة أحدث وأجمل السيارات، غالباً ما سيتركنا فور افتتاح وجهة جديدة أكثر تشويقاً، ليكون دوماً في طليعة الحياة الاجتماعية في دبي. بينما الشخص الآخر، سيكون عميلاً مخلصاً أكثر.

بالعودة بعض السنوات إلى الوراء، كيف تقييمان تجربتكما في مجال ريادة الأعمال هنا في دبي؟

بول وفرييك: لطالما قلت بأن دبي معطاءة جداً وأنها  تعطي الشخص أكثر بكثير مما يستثمر هو فيها، فإن كان الشخص مخلصاً في عمله، وفي حبه للمدينة، فإنه سيحصد النجاح تلو الآخر، أما إن كان هدفه المجيء إلى دبي للعمل لعامين أو ثلاثة، وجني المال فقط، فإنه لن يجد أي تجاوب حقيقي أو دفعة عملية، وذلك لأن نيته أن ينجح هو فقط، وليس أن يستثمر في هذه المدينة.

بول: من ناحيتنا، لا شكّ بأن الدخول في المجهول أمر صعب، وأننا واجهنا العديد من المشاكل في البداية، خصوصاً وأن أول مطعم افتتحناه Q43 كان في مبنى مخصص للأعمال، وأننا لم نفكر في العديد من المشاكل التي قد توجهنا مع ذلك. إلا أن ذلك برأيي هو الامتحان الحقيقي، فإن لم يتمكن الشخص من الصمود في وجه ذلك، كيف له أن يستمرّ في السوق الذي أقل ما يُقال عن المنافسة فيه أنها شرسة!

فرييك: أرى أن الجو العام في دبي يشجّع على ريادة الأعمال، ويحفّز على النجاح. ولا بد من الإشارة إلى أن الجميل هنا هو أن الجميع يفرح لنجاح شخص أو شركة ما، ويشجعه على المزيد، بينما في الخارج ترى المنافسة تزداد شراسة، وتصبح شخصية أكثر عندما ينجح أحد!

بول “معلقاً”: برأيي أن ذلك يعود إلى أن السوق في دبي كبير، ويتسع للعديد من الأسماء، والجمهور بالنهاية هو الحكم!

ما الذي يخبئه المستقبل لـ Solutions Leisure؟

فرييك: نطمح لأخذ إسم Lock, Stock & Barrel إلى العالمية، فهذا المطعم يحمل كافة المواصفات التي تسمح له بأن يصل إلى العالمية، ويتضّح ذلك لنا من خلال دراسة الزوار بشكل مستمر. فالتوليفة المتنوعة التي ترتاد المطعم بشكل مستمر هي الشاهد الأكبر على أنه يمتلك مقومات تسمح له إثبات نفسه على الساحة العالمية. كذلك مطعم Asia Asia فهو الآخر له مميزات ومواصفات عالمية!

وإننا نخوض حالياً في العديد من المناقشات بهذا الصدد في العديد من العواصم العالمية، ونأمل بأن نفتح صفحة جديدة قريباً جداً.

بول: هذا ونودّ أن نفتتح فروعاً جديدة لهذين المطعمين في منطقة وسط المدينة وما حولها، حيث أن علامات المجموعة منتشرة أكثر في القسم الجنوبي من دبي -مرسى دبي وما حوله- لذا فمن الضروري أن يكون لنا وجود في القسم الآخر من المدينة، وذلك إذا ما وجدنا الوجهة المناسبة لتحتضنها، فهذا هوالأهم.

كلّ أسبوع نجد افتتاحاً جديداً في عالم الضيافة بدبي، إلا أنها بعد فترة تُغلق معلنةً فشلها في السوق، ما السبب وراء ذلك برأيكما؟ خصوصاً وأن السوق يستوعب المزيد.

بول: فاقد الشيء لا يعطيه! مثل ينطبق تماماً على هذه الحالات والافتتحات، حيث أن الكثير من المستثمرين يرون أن العوائد في مجال الضيافة عالية، وتُغريهم الفكرة، فيتجهون نحو افتتاح مطعم دون أي خبرة أو دراية في مجال الضيافة، والأسوأ من ذلك هو أنهم لا يستعينون بمستشارين من ذوي الخبرة، وإنما يستثمرون أموالهم، ويتركون الباقي في عهدة قسم التسويق. وهذا بمثابة قتل المشروع قبل ولادته!  فالخبرة هي الأساس، ونحن إن لم نكن قد تعلمنا من الأخطاء التي ارتكبناها خلال بداياتنا في مصر، لما اكتسبنا هذه الخبرات، ولما تمكنا من تحقيق ما حققناه في دبي حتى الآن.

فرييك: الجمهور قادر على التفريق ما بين المطعم الجيد، وغيره. فالخدمة والجو العام والنظافة، وجودة الطعام كلّها أمور يلحظها مرتادو المطعم من اللحظة الأولى، ولا يُمكن خداع أحد. وخصوصاً هنا في دبي، فالسكان معتادون على مستوى معين من الخدمة، لا يقبلون الحياد عنه مهما كان. فالجميع هنا يعرف ما يريد، ويعرف جيداً المطاعم والمرافق التي تناسبه والتي تلبي احتياجاته

قد يعجبك:

سلمى بنعمر “قصتي مع القفطان”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights