72 ساعة في

المالديف…حيث للون الأزرق معنى مختلف

لم نحلم أنا وزوجتي لدى زواجنا قبل أسابيع معدودة بحفل زفاف كبير أو رحلة شهر عسل أسطورية كما تقتضي الأعراف لنستكشف معاً عوالم جديدة ونقضي أسعد الأوقات وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا التي قلبت حياة كل البشر رأساً على عقب وجعلت البديهيات حلماً صعب المنال.

إلا أن فرصة ذهبية أطلت في الأفق لوجهة ما فتئنا نسمع بجمالها الخلاب الذي يسلب الألباب، خصوصاً  أنها من أكثر الوجهات أماناً من مخاطر العدوى بفضل اتباعها لأعلى معايير السلامة والتزامها بالاجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس في أقطابها. سمعت بجزر المالديف منذ الصبى ورأيت لها صوراً أسرت فؤادي وجعلتني أحلم باليوم الذي تطأ به قدماي شواطئها الساحرة، واليوم تحقق الحلم ووجدنا أنا وزوجتي في هذه الدولة التي يصعب تحديد موقعها على الخريطة عشاً يحتضن أحلامنا بعطلة رومانسية بعيداً عن صخب المدينة ومشاغل العمل. 

جمهورية المالديف هي عبارة عن أرخبيل من الجزر المرجانية مترامية الأطراف في المحيط الهندي يبلغ تعدادها نحو 1200 جزيرة. يتسم أهلها بالبساطة والخلق الدمث، وتجد لهذه البلاد طابعاً مميزاً يشكله مزيج من الثقافات والحضارات التي عاصراتها على مر السنين ما بين العربية والآسيوية والأوروبية والإفريقية، فتجد لها أثراً في الأطباق المحلية واللغة الرسمية والعادات والتقاليد.

منها على سبيل المثال صندوق “مالافاي” الخشبي الذي يستخدم لإرسال الطعام في المناسبات السعيدة إلى الأهل والجيران، يصنع يدوياً ويزين بالنقوش والأصباغ الطبيعية المستخلصة من النباتات وبعض أنواع الخنافس. وقع اختيارنا في هذه المغامرة الرومانسية على منتجع جيه ايه مانافارو الذي فاق توقعاتنا بمراحل. فعدا عن كونه بمعزل عن بقية جزر المالديف في أقصى الشمال، فهو يحظى بموقع استراتيجي على جزيرته الخاصة في قلب مجموعة من الجزر التي تحرسه من التيارات الخارجية ما يحمي الشعاب المرجانية المحيطة به ويجعلها تشع بألواع الحياة حيث ترتع الأسماك ومختلف الكائنات البحرية من دلافين وسلطعونات وسلاحف بحرية في أمان.

 اليوم الأول في المالديف

 

حطت الطائرة بنا في العاصمة مالي بعد رحلة دولية دامت قرابة الثلاث ساعات، قضينا أنا وزوجتي معظمها نائمين، إذ كنا قد حجزنا رحلة ليلية لنبلغ وجهتنا في الصباح الباكر ونستغلّ اليوم بأكمله.

بعد استلام حقائبنا وجدنا ممثلاً للمنتجع بانتظارنا مع ابتسامة بشوشة تعلو وجهه. اصطحبنا إلى لاونج رجال الأعمال حيث تناولنا وجبة الإفطار بانتظار رحلتنا الداخلية إلى مطار هانيمادهو، إذ لم يحالفنا الحظ بإيجاد موعد ملائم لرحلة على متن طائرة مائية، والتي تعتبر الخيار الأمثل، إذ تحلق الطائرات المائية على علو منخفض يمكن الراكب من الاستمتاع بالمناظر الأخاذة لتتهيأ روحه لما ينتظره، بعد وصول رحلتنا الجوية إلى مطار هانيمادهو المتواضع، وجدنا طاقم القارب السريع بانتظارنا مجدداَ وانطلقنا نشق عباب البحر شمالاً والشوق يحدونا لبلوغ الجزيرة.

 جدير بالذكر أن طاقم الحجوزات في منتجع جيه ايه مانافارو قد اهتم بجميع الترتيبات حتى أدق التفاصيل من استقبال في المطار وحجز للطيران الداخلي ورحلة القارب السريع إلى الفردوس المفقود.

في الأفق لاحت لنا الأشجار الخضراء ورمال الشاطئ البيضاء في مواجهة المياه المتلألئة بلونها الفيروزي، لا شيء يمكنه أن يمحو هذه الصورة من ذاكرتي ما حييت! اقتربنا من رصيف الفندق، وإذا بفرقة استقبال قد حضرت لتزف ضيوف الجزيرة الجدد وعلى رأسها “كارين” مديرة المنتجع التي احتفت بنا وعرفتنا على فريق من أسعد الأشخاص الذين رأيتهم في حياتي ولا عجب.

وبما أننا في عصر الكورونا فيجدر بي ذكر ما اتخذه منتجع جيه ايه مانافارو من خطوات في سبيل وقاية ضيوفه والعاملين فيه، فكانت مغسلة اليدين على الرصيف مجهزة إلى جانب مقياس للحرارة، كما يرتدي أفراد الطاقم أقنعة الوجه في جميع الأوقات. وكانت لحظة السعد حين أبلغتنا “كارين” أن الفيلا الملكية قد خلت مؤخراً وتمت ترقية إقامتنا لننزل فيها.

لا أخفيكم بأن تسمية هذه الفيلا الرائعة بالملكية ليست مبالغة! فالطابق العلوي منها يضم صالة وغرفة جلوس وشرفة كبيرة، أما الطابق السفلي، فبه غرفتي نوم رئيسيتين مع حمام خارجي في الهواء الطلق وحوض استحمام ، مزود بخاصية الجاكوزي بالإضافة إلى حوض سباحة وشلال يمنح صوته الاسترخاء، و يمنح خصوصية تامة بعيداً عن أعين نزلاء الفندق الآخرين.

المثير للإعجاب أن ديكور الفيلا فخم دون بهرجة، فتجد الفخامة والرقي في تفاصيل الأثاث مع احتفاظه بالعملية والراحة، هذا وتنعم الفيلا بمساحات شاسعة وكم كبير من الإضاءة الطبيعية بفضل واجهاتها الزجاجية.

أما الباحة الخارجية فمطلة على المحيط، وبها مساحات متعددة للجلوس والاستلقاء تحت أشعة الشمس وتضم مسبحاً خاصاً آخراً. بعد أن انتهينا من إبداء إعجابنا وإطلاق أكثر من مائة “واو”، أطلقت معدتي الخاوية صوت زئير عال لتذكرني بجوعي، فانطلقنا لتناول أولى وجباتنا في مطعم كاكوني ويعني اسمه محلياً السلطعون وهو بلا شك أحد أكثر الكائنات التي ستلقاها على جميع شواطئ الجزيرة.

رشح لنا النادل “شاهد” طبق سمك اليوم ببراعة رجل مبيعات حتى اقتنعنا، ولولا التباعد الجسدي بسبب كورونا لقبلت شاهد على رأسه بعد اللقمة الأولى. أخبرنا لاحقاً أن الأسماك كانت حياتهم وكل ما عرفوه على هذه الجزر النائية قبل أن يبلغها التطور والسياحة، ولم يخطر ببالي يوماً أن أحظى بحوار ثقافي شيق مع نادل على جزيرة معزولة. بعد تناول الغداء حان موعد الاستكشاف والتجوال. التجول مشياً في أرجاء الجزيرة متعة بحد ذاته، فظلال الأشجار الاستوائية وارفة تقيك أشعة الشمس الحارقة قرب خط الاستواء، بينما تغني الطيور نشيد الحياة وترفرف الفاكهة بأجنحتها.

اقتنينا أدوات الغوص من نظارات وزعانف من مركز الأنشطة البحرية حيث رشح لنا المشرف أفضل هذه الشواطئ الخلابة لمشاهدة الشعاب المرجانية وأشكال الحياة البحرية في الأعماق، كما أشار إلى العديد من الأنشطة التي يمكننا الاستمتاع بها كالغوص مع السلاحف البحرية ومشاهدة الدلافين وزيارة الجزر النائية المجاورة إلى جانب التنزه بقوارب الكاياك وغيرها الكثير.

وقفنا على الشاطئ قبيل الغروب وأمواج البحر بصوتها الهادئ تداعب أقدامنا وتسحب الرمال البيضاء الناعمة أسفل منا لنغوص فيها حتى الكاحل وأعيننا لم تتزحزح عن قرص الشمس وهو يغيب في الأفق اللا متناهي. مشينا اليوم كثيراً وحان الآن موعد العشاء الذي اخترنا تناوله في مطعم “أوشن جريل” على الطرف الآخر من الجزيرة، يتميز هذا المطعم بأطباقه البحرية الطازجة من المحيط مباشرة إلى طاولتك، بعد مرورها على المشواة سريعاً، وهنا تعرفنا على النادل “صفوت” الذي افتخر بكونه اسماً على مسمى، ولم يخيب صفوت ظن زوجتي وظني فقد كان ترشيحه لطبق السمك المشوي على الطريقة المالديفية خياراً مذهلاً امتزج فيه مذاق التوابل الهندية مع الآسيوية بلمسة محلية داعبت حاسة التذوق لدينا.

كان صفوت يعود بين الفينة والأخرى ليستمتع بنشوة الانتصار حين يرى السعادة على وجوهنا. توجهنا بعد ذلك إلى الرصيف البحري الذي تزينه الأضواء ليلاً ليبدو كممر إلى عالم الأحلام، مشينا نطالع المياه المتراقصة بالأسفل فرأينا الأسماك بمختلف الأحجام في حالة سكون والطيور مستقرة بصمت على جانبي الرصيف غير مكترثة بالصيد السهل والطعام الوفير وكأنهم في هدنة حتى الصباح.

 

 اليوم الثاني في المالديف

أيقظني أسعد منبه طبيعي ألا وهو صوت غناء العصافير فقفزت مسرعاً من السرير متشوقاً لمغامرة جديدة؛ ولم تخيب جزيرة الأحلام ظني، فها نحن في جولة على الشاطئ وإذ بزوجتي تلحظ شيئاً في الأفق وتصرخ دلافين، دون تفكير هرولنا على الرمال الناعمة مسرعين لنجلب الزعانف ونظارات السباحة من حديقة الفيلا وارتمينا في المياه متجهين نحوهم بتلهف، ما إن وصلنا حيث كانت الدلافين تتقافز وتلعب وتغني أحسست بقلبي يتقافز أيضاً ولم أعلم ما إذا كان الإرهاق هو السبب أم السعادة للقاء الدلافين التي راحت تحوم حولنا بفضول، وددت لو أتى أحدهم نحوي لأحتضنه لكن الأفضل للطبيعة وكائناتها أن تُترك بسلام، ودعنا أصدقاءنا الجدد وعدنا أدراجنا من أطراف الحيد المرجاني ونحن نشعر بأننا أكثر الناس حظاَ على الإطلاق. 

بعد وجبة إفطار شهية التقينا بـ “كارين” مجدداً والتي انتشت لسماع تجربتنا الغامرة فأخبرتنا أن هدفهم في منتجع جيه ايه مانافارو هو الانسجام مع الطبيعة وتحسين جودة حياة سكان الجزر المحليين، ومن هذه اللمسات التي أسعدت فؤادي هي جهودهم الحثيثة في إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية التي تغزو محيطاتنا.

ففي هذا المنتجع تتم تعبئة مياه الشرب في قوارير زجاجية، كما يقوم فريق الفندق بزيارة المحميات الطبيعية على الجزر المجاورة لتنظيفها من المخلفات التي يقذفها التيار من أقاصي الأرض على هذه الشواطئ البكر، ومما أثار سعادة جميع العاملين في جزيرة “مانافارو” في ظل الإغلاق الذي عانت منه البلاد في سبيل مواجهة الوباء كان زيارة السلاحف البحرية لوضع بيوضها على الجزيرة، قاموا بوضع علامات لتنبيه الجميع إلى مكان دفنها كي لا يمسها أحد وانتظروا مترقبين لحظة خروج الصغار إلى الحياة حتى حانت اللحظة المرتقبة، جلسوا هناك بصمت ودون تدخل يشاهدون تلك السلاحف الصغيرة تشق طريقها عبر الرمال تتسابق للوصول إلى المياه متبعة فطرتها، ولربما وفر وجود طاقم المنتجع في تلك اللحظة الأمان لتلك المخلوقات الجميلة الهشة من الطيور الجائعة.

في طريق عودتنا إلى الفيلا استوقفنا عمران، مسؤول التجارب السعيدة، ليخبرنا أنه قد حضر لنا مفاجأة ليوم الغد وأنه لا حاجة لنا بتناول الغداء وهذا كل ما نحتاج لمعرفته، انطلقنا في جولة على الدراجات الهوائية المنتشرة في الفندق، وقد لاحظنا أنهم وفروا دراجات بجميع الأحجام للصغار والكبار والأطفال مع عجلات مساندة أيضاً إلى جانب دراجات للأمهات الجدد مع مقعد مثبت بالخلف للأطفال الرضع.

شعور بالسكينة يجتاح جسدي والنسيم العليل يداعب جبهتي وصوت العجلة يطحن الرمال الناعمة وأنا أندفع في أعماق هذه الغابة الاستوائية الغنّاء وفي طريقي ألاقي الجميع مبتسمين بكل عفوية ورضا بدءاً بالبستاني ومروراً بالنجار حتى عامل النظافة.

بعد الظهيرة يصبح الجو أشد حرارة، ولا شيء يقاوم الحرارة كالماء، لذا ارتميت كالقنبلة في المسبح الخاص بالفيلا ، سبحت جيئة وذهاباً وأنا أستمتع بلون الأشجار المتراقصة مع النسيم والطيور المغردة من حولي. كما هو معلوم فإن السباحة تستهلك الكثير من الطاقة، وتسبب الجوع، الذي كان قد تملك مني، وحان أوان إسكاته، وجدنا مطعم “أنديامو” الإيطالي خياراً مثالياً، إذ تستشعر هنا أجواء البحر الأبيض المتوسط مع الموسيقى الإيطالية محاطاً بأشجار النخيل إلى جانب برك السباحة المزودة بمقاعد جاكوزي وشلال مياه يخلق خريره جواً من الراحة والاسترخاء.

لا وقت هنا للشعور بالضجر، فكلما ظننت أنني قد استنفذت التجارب الجديدة والمبهرة وجدت شيئاً آخر لأكتشفه. عثرنا الآن على ما يطلقون عليه اسم Chill zone وهي مساحة مجهزة بمختلف أساليب التسلية للكبار قبل الصغار، لعبنا على لوح الشطرنج بالحجم البشري وقد منيت بهزيمة نكراء على يد زوجتي ولكنه انتصار لي بحد ذاته، فالزوجة السعيدة تعني حياة سعيدة!، ولعبنا شوطاً من تنس الطاولة كما وجدنا بالداخل طاولة بلياردو وجهاز “Playstation” وألعاب لوحية عديدة منها مونوبولي وريسك وألعاب أخرى من جيل الطيبين إلى جانب قاعة لعرض الأفلام مزودة بمقاعد جلدية وثيرة.

قررنا قضاء فترة ما قبل الغروب في الصالة الرياضية عوضاً عن المسبح اللامتناهي لحرق بعض من السعرات الحرارية التي لم نتوقف عن اكتسابها بفضل الأطباق الشهية التي انهالت علينا منذ أن وصلنا إلى جزيرة مانافارو، كلا المكانين ذو إطلالة خلابة على مشهد الغروب الذي لا تمله العين إطلاقاً في هذه الجزيرة الحالمة، بعد تمرين سريع بدأت أشعة الشمس تخفت فخرجنا إلى الشرفة التي تعلو المياه لنودعها وإذا بمجموعة هائلة من الأسماك الصغيرة تمر بنا كغمامة داكنة، كانت هذه الأسماك تتسابق للفرار من أسماك كبيرة تطاردها، واكتشفنا لاحقاً أن هذا المشهد يتكرر من هذه البقعة تحديداً في ذات الوقت في كل يوم تقريباً! أليس من المذهل أن تواصل الأسماك الصغيرة الفرار بذات الطريقة في ذات الوقت طيلة ما تبقى من حياتها؟ أعتقد أن حرق بضع مئات من السعرات الحرارية يستحق مكافأة لذا خططت لعشاء رومانسي بمساعدة صديقي الجديد عمران الذي رتب لنا تجربة استثنائية في مطعم The Cellar الواقع في قلب الجزيرة.

لا أستطيع وصف ما شعرت به من ذهول لما رأيت، فهذا المبنى الصغير المستدير ما أن تفتح أبوابه حتى تجد نفسك بمواجهة درج يقودك إلى الأسفل مسافة 1.5متر، وهو أعمق قبو في جزر المالديف، في منتصف القبو كانت طاولة مستديرة تزينت ببعض الورود والشموع بانتظارنا لأمسية رومانسية لا تنسى.

 

 

 اليوم الثالث في المالديف

استيقظنا في الصباح الباكر آملين لقاء الدلافين مجدداً، فانطلقنا إلى الشاطئ مستعدين ولكن للأسف ليس كل يوم عيداً، لا بأس فالتجول على الشاطئ صباحاً من الآن فصاعداً هو أحد هواياتي المفضلة.

مشينا على الرمال البيضاء الناعمة ونحن لا نكاد نصدق مدى زرقة المياه المتلألئة حتى وصلنا إلى مكان تكاد فيه الأمواج أن تعانق الأشجار، ويبدو أنه وجهة مفضلة لعائلة كبيرة من السلطعون الناسك، فتجد القواقع التي يتخذونها مسكناً مترامية هنا وهناك وآثار خطاهم على الرمال تبدو كعلامات للطريق السريع وتقاطعات الطرق.

هل تعلم أنه بالأساس قشري لا يملك قوقعة خاصة به، لكن بطنه الحساس قابل للجرح بسهولة لذا يتخذ من القواقع المهجورة مسكناً متجولاً له حتى ينمو ثم يبحث عن قوقعة جديدة أكبر حجماً ويترك القديمة ليسكنها غيره.

جاء صديقنا عمران بعربته الكهربائية واصطحبنا إلى مقر الطبيب المقيم على الجزيرة لإجراء فحص PCR الذي يعد متطلباً للعودة إلى الإمارات، كان الدكتور “فيزان” مرتدياً لباسه الواقي وقد قام بتعبئة جميع البيانات وتحضير أداة الفحص مسبقاً لضمان سلاسة الإجراء وحفاظاً على وقتنا، ثم قام باستخلاص العينات بحرفية فائقة من الأنف والفم لضمان دقة الفحص وهنا انتهى دورنا بكل بساطة. حظينا بعد ذلك بإفطار خفيف مدركين أن المفاجأة التي حضرها لنا عمران بعد الظهيرة ستتضمن المزيد مما لذ وطاب، وتوجهنا بعدها إلى مركز الأنشطة البحرية مع أدوات الغوص السطحي الخاصة بنا لنخرج برفقة أحد المشرفين على متن قارب لاستكشاف مواقع الشعاب المرجانية.

مذهلة هي تلك الكائنات التي تسكن الأعماق، شعاب مرجانية بأشكال لا حصر لها ذات ألوان زاهية تزيد زرقة البحر لونها بهاء وتعدها العديد من الكائنات مواقع للاستجمام ومحطات تنظيف خاصة السلاحف البحرية. بعد العودة إلى الجزيرة توجهنا إلى الفيلا كي نستعد لمفاجأتنا المرتقبة، أتى عمران وقد بدى متشوقاً أكثر منا لاصطحابنا إلى موقع المفاجأة، سارت بنا العربة عبر ممرات مشيناها وألفناها حتى وصلنا إلى جانب غير مألوف من الجزيرة ورحت أجول ببصري لأكتشف موقعنا دون جدوى حتى توقفت العربة، قادنا عمران سيراً على الأقدام عبر غابة كثيفة من الأشجار فارعة الطول حتى وصلنا إلى مساحة صغيرة على شاطئ خفي وقد بسطت على الأرض حصيرة وعليها وسائد وصناديق نزهة بداخلها طبقاً من الفواكه الاستوائية الطازجة وأطباق سلطة ومقبلات من أجبان وزيتون وطماطم مجففة وثمار البحر المشوية، تركنا عمران مودعاً وقد اعتلت ملامح الرضى وجهه لإعجابنا بما صنع، وكانت نزهة لن تنسى بحق.

اليوم قررنا مشاهدة الغروب من منظور مختلف، سرنا على الرصيف البحري في الجهة الشرقية حيث تستقبل الجزيرة زوارها القادمين على متن الطائرات المائية، ويمتد هذا الرصيف لبضع مئات من الأمتار وعند بلوغ آخره، استدرنا لننظر خلفنا، وإذا بنا نرى جزيرة الأحلام وأشعة الشمس في الساعة الذهبية تشع من ورائها وتتخلل أغصان أشجارها الفارعة، يا له من منظر بانورامي يسلب الألباب! جلسنا هناك نتأمل لحظات الغروب الأخير لنا في ذلك الفردوس آملين أن تكون لنا زيارة أخرى في القريب العاجل.

نصائح لزوار المالديف:
احرص على حجز رحلة دولية تبلغ المالديف في الصباح الباكر لتتمكن من استغلال يومك الأول على أكمل وجه
لا بد من تعبئة استمارة خاصة بحالتك الصحية وعنوانك قبل الوصل إلى المالديف بحوالي 24 ساعة
لا حاجة للقلق بشأن التأشيرة مسبقاً، فهي مجانية لجميع القادمين مادمت تملك حجزاً فندقي وتذكرة عودة
خطط مع الفندق لحجز موعد فحص PCR منذ وصولك حتى لا يباغتك الوقت

ميزانية الرحلة إلى المالديف:
تذكرة السفر مع طيران الإمارات لشخصين 7250 درهم
رحلة الطيران الداخلي بالطائرة المائية أو العادية من مالي إلى مانافارو
لشخصين 4040 درهم
الإقامة في فيلا فوق الماء شاملة كافة الوجبات لشخصين 20490 درهم
تكلفة فحص PCR شامل الضريبة لشخصين 1614 درهم
العشاء في The Cellar لشخصين يتراوح من 1470 إلى 2570 درهم
رحلة الغوص السطحي بالقارب لاستكشاف الشعاب المرجانية لشخصين
700 درهم
إجمالي سعر الرحلة التقريبي لشخصين 34094 درهم


افتتحت جزر السيشل أبوابها مؤخراً للسياح تقرأون تفاصيل زيارتنا لها بالضغط هنا 

زنجبار، الراحة والاستجمام التام بين أحضان الطبيعة تعرفوا على تفاصيل زيارتنا لها بالضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights